تعرف بلدية تيسمولين بجنوب ولاية البيض منذ نهاية الأسبوع الماضي وإلى غاية يوم أمس، توترا كبيرا وقلقا متزايدا من يوم إلى آخر، بعد أن فقدت البلدية أحد أبنائها، عليوي محمد، البالغ من العمر 15 سنة، إثر سقوطه من شاحنة أحد أقاربه، ما استدعى نقله إلى قاعة العلاج الوحيدة بالبلدية التي كانت مغلقة ولا يوجد بها أي أحد. وفي غياب سيارة الإسعاف توجه قريبه إلى فصيلة الدرك ليسخر معه قائد الفصيلة أحد الدركيين وسيارة أحد الخواص من أجل نقله إلى مستشفى بوقطب، على مسافة 50 كلم، غير أن المريض لفظ أنفاسه في الطريق. وفور انتشار الخبر قام العشرات من المواطنين بغلق قاعة العلاج، رفض المحتجون فتحها إلى غاية محاسبة المتسببين في وفاة الطفل ممثلين في الطاقم الطبي ومدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالخيثر. ويرى المحتجون أنه لا فائدة من وجود الطاقم الطبي وقاعة العلاج بالبلدية مادامت ديكورا لا غير، في غياب أدنى الخدمات، والغريب أن القاعة مزودة بسيارة إسعاف الا أنها خارج الخدمة لغياب السائق ما يعتبره السكان منتهى اللامبالاة بصحتهم من القائمين على الصحة بالبيض. وأمام هذه الوضعية المأساوية يبقى الحمل الكبير على عاتق رجال الدرك الذين يحاولون بشتى الطرق ثني المواطنين عن تخريب القاعة والاعتداء على عمالها ليتمكن المرضى من العلاج.