دعت الجزائر أمس الأول في ختام الملتقى الدولي السادس للمذهب المالكي، إلى إبراز المناهج المعتمدة في فقه النوازل لعلماء أتباع المالكية، كما دعت إلى ضرورة توجيه البحوث الفقهية المختصة ذات الصلة بدراسة النوازل والظواهر العصرية، وتهدف من خلال ذلك حسب ما أدلى به المستشار العالمي ل”الفجر”، إلى وقف زحف الفتاوى السلفية والتكفيرية التي لاتتوافق وخصوصيات المجتمعات المغاربية. توج الملتقى الدولي السادس للمذهب المالكي، المنعقد بعين الدفلى نهاية الأسبوع الأخير، ببيان ختامي تحوز ”الفجر” نسخة منه، بدعوة علماء المالكية من الجزائر وموريتانيا والمغرب الأقصى وتونس إلى ضرورة إبراز المناهج المعتمدة في الإفتاء في فقه النوازل الذي يعني القضايا الإنسانية المعاصرة كالاستنساخ، زرع الأعضاء وأخيرا إجراءات وثائق الهوية البيومترية. وتأتي هذه الدعوة في وقت عرفت فتاوى أشباه العلماء عبر الفضائيات غزوا للرأي العام، وهي فتاوى لا تراعي خصوصيات المنطقة المغاربية، ما جعل الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، يعبر صراحة في الملتقى بأن مثل هذه الفتاوى أضرت بالجزائر أكثر مما نفعتها، في إشارة منه إلى تلك الفتاوى المستوردة التي كانت تبيح دماء الجزائريين خلال سنوات الأزمة الوطنية.وقال عدة فلاحي، المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف ل”الفجر”، إن الجزائر تقود جهودا لوقف زحف الفتاوى المستوردة، لاسيما التكفيرية منها في المنطقة المغاربية، وهي فتاوى تشجع على الإرهاب والعنف، وبعضها يخدم أجندة أجنبية حسب نفس المتحدث، ولن يكون ذلك حسب تصريحه إلا بإعداد استراتيجية موحدة مستمدة من البيئة المغاربية وهي البيئة التي كانت مهدا للمذهب المالكي. وينتظر أن تتضح معالم هذه الاستراتيجية حسب عدة فلاحي في ملتقى الأمن الفكري الذي تحتضنه ولاية بسكرة خلال شهر ماي الجاري، وقد اختيرت ولاية بسكرة لما لها من مدلولات حضارية تجمع شعوب المنطقة المغاربية، خاصة وأنها المدينة التي بدأ منها القائد عقبة بن نافع فتوحاته الإسلامية.