اعترف موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، في تقييمه لمسيرة الحزب منذ تأسيسه أمام المناضلين والمنتخبين بولاية جيجل، بجملة من الأخطاء التي وقعت فيها قيادة الحزب في المواعيد الانتخابية السابقة من خلال فتح المجال لكل من هب ودب للترشح تحت لواء الحزب، وهو ما دفع بهؤلاء الانتهازيين، حسب قوله، إلى التنكر لفضل الأفانا عليهم، إذ تمردوا عليه فور ظفرهم بمناصب، سواء على المستوى المحلي، مثل ما فعل رئيس بلدية الميلية الذي بدل جلدته وانخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني، أو على المستوى الوطني، حيث شهد الحزب نزيفا في البرلمان بغرفتيه. وفي سياق متصل، أكد رئيس الحزب، مساء أول أمس في تجمع بقاعة دار الشباب رشيد بوناب بجيجل، أن توصيات الندوة الوطنية التي عقدت بزرالدة ستطبق بحذافيرها، موضحا أن الحزب سيحارب من اليوم فصاعدا كافة أشكال ”التبزنيس”، ويسد الأبواب أمام الطفيليين، متابعا كلامه بالقول ”الأفانا ليست للبيع ولا المتاجرة، والترشح باسمها مستقبلا يتم بالنضال والإيمان بمبادئها وأهدافها وغاياتها، وسيفتح لأبناء الحزب فقط”. وفي هذا الإطار كشف المتحدث أنه من الشروط التي حددت للترشح باسم الحزب في الموعد الانتخابي لسنة 2012 مرور سنتين على الأقل على النضال والنشاط في صفوفه، مبرزا أن أي مناضل يعبئ 100مواطن ويقنعهم بالانخراط في صفوف الحزب سيصنف في رتبة المناضل النشط، ناهيك عن عصرنة تسيير دواليب الحزب، من خلال تثبيت برامج خاصة لتدوين معلومات المناضلين والمنخرطين في صفوف الجبهة الوطنية الجزائرية ومتابعة نشاطاتهم وسيرهم ومبادراتهم وتضحياتهم عن طريق الإعلام الآلي. من جانب آخر، دعا موسى تواتي إلى ضرورة استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب بمختلف فئاته، ولم يترك المسؤول الأول للأفانا فرصة التقائه بالمناضلين والمواطنين الذين حضروا التجمع تمر دون توجيه انتقادات حادة لأحزاب التحالف الوطني التي ضمنت تموقعها الملائم في الساحة السياسية الوطنية على أساس نظام الكوطة والتزوير، في حين اكتفت الجبهة الوطنية الجزائرية في المواعيد الانتخابية السابقة بما أعطاها الشعب من أصوات، ولم تلجأ قيادة الحزب لرفع أي شكاوى للهيئات الدولية لاستعادة حقوقها كما فعلت بعض الأحزاب الأخرى، ملمحا إلى ذلك بالمثل القائل ”ما يبكيلك إلا شفرك وما يحكلك إلا ظفرك”. يشار إلى أن التجمع المذكور عرف ملاسنات واتهامات متبادلة بين أعضاء المكتب الولائي بخصوص طرق تسيير الحزب إذ تم نشر الغسيل بينهم أمام أعين الرئيس، أما القطرة التي أفاضت الكأس فهي لجوء بعض المنتخبين إلى بيع أصواتهم لمترشحي الأحزاب الأخرى في انتخابات تجديد مجلس الأمة.