عقيد مالي: من الإرهابي ومن المجرم؟ مشكلة تؤرق السلطات في ظل التنسيق الكبير بينهما أفاد مسؤولون سامون في الاستخبارات المالية أن عدد العناصر الإرهابية التي تنشط في المناطق النائية المترامية الأطراف في شمال مالي والحدود المتاخمة للجزائر تحت لواء تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، بلغ 400 مسلح، بعدما كان عددهم قرابة 200 عنصر فقط قبل سنة.
ووفقا لما ذكرته مصادر إعلامية أمس في باماكو، فإن ضباط الاستخبارات المالية يخشون تزايد الارتباط بين العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وعصابات الجريمة المنظمة، خاصة تجار المخدرات الذين ينقلون الكوكايين عبر الصحراء إلى أوروبا، وكذا القبائل الرحّل المتواجدة في الصحراء، مؤكدين أن المسلحين نجحوا في استقطاب عدد متفاوت من المجندين فمن منطقة الساحل وما وراء الصحراء الكبرى. وقال خبير أمني فرنسي، رفض الكشف عن هويته، في تصريحات صحفية بباماكو، أنه في الوقت الذي نجحت الجزائر في احتواء معظم الهجمات الإرهابية فوق أراضيها، فإن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أو ما يعرف بالقاعدة في المغرب الإسلامي، اتجهت إلى التمدد جنوباً عبر الحدود غير المضبوطة فيما بين الدول الصحراوية، مستفيدة من ضعف دول منطقة الساحل، والصراعات الأمنية الداخلية لدى بعضها، كمالي والتشاد. وأضاف الخبير بشؤون المنطقة أن هناك 400 مسلح من تنظيم دروكدال ينشطون في منطقة الساحل وحدها، وأصبحوا يهيمنون على منطقة بنصف مساحة أوروبا، مشيرا إلى أن ” التهديد فعلي يستدعي من دول الساحل أخذه على محمل بالغ الجدية”. وقال القائد العسكري المالي لإقليم غاو، الكولونيل ابراهيما تاغارا، إن المشكلة الحقيقية التي تعتبر أكثر صعوبة و تؤرق سلطات دول المنطقة، ” هي معرفة من هو الإرهابي ومن هو المجرم”، مضيفا ”بأنهم يدعمون بعضهم بعضا بشكل كبير ومتناسق”، وأوضح بأن العناصر الإرهابية حسنت من قدراتها التسلحية، ”وهم الآن يملكون رشاشات آلية وأخرى ثقيلة، وقاذفات ”أر بي جي”، وهواتف ثريا لتبادل المعلومات”. وعن التواجد الغربي في منطقة الساحل، أشار ذات المصدر إلى أن الوجود الأمريكي العسكري في غاو والمدن الصحراوية الأخرى أصبح ظاهرة معتادة لدرجة أن الكثير من الماليين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة تريد إقامة قاعدة دائمة في الصحراء تحت تبرير ملاحقة الإرهابيين، رغم نفي المسؤولين الأمريكيين لذلك، بقولهم ”إنهم يوفرون التدريب للماليين وجيرانهم، ويزودونهم بمعدات عسكرية تساعدهم في مهمة الحفاظ على أمنهم”.