شرعت قوات الجيش المالي في عملية تمشيط واسعة النطاق لمعاقل تنظيم ما يسمى ''قاعدة المغرب الإسلامي'' المتمركزة في منطقة الساحل الإفريقي تعقبا للعناصر الإرهابية المنتمية لذات التنظيم. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية التي نقلت عن ضابط سامي في قيادة أركان الجيش المالي، فان هذا الأخير غادر تنبوكتو أول أمس الجمعة، مسخرا عددا معتبرا من جنوده المدججين بالأسلحة والمدربين من قبل فرق أمريكية خاصة في إطار مبادرة ''بان ساحل''، بحيث ستطال عملية التعقب معاقل الإرهاب والاتجار المحظور في الأسلحة، بالإضافة إلى المتاجرة في المخدرات وشبكات التهريب. وأضاف الضابط السامي المالي الذي فضل الاحتفاظ بسرية هويته، مؤكدا أن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش المالي ستتوغل إلى أعماق الصحراء كما ستمتد مدة العملية بحسب الآجال الزمنية التي تتطلبها مثل هذه العمليات. ويأتي تحرك الجيش المالي في أعقاب إحدى اعنف المواجهات بين الجيش المالي وعناصر التنظيم الإرهابي، إثر كمين نصبته العناصر الإرهابية لدورية تابعة للجيش المالي في ضواحي تنبوكتو في الرابع من الشهر الجاري. وحسب الجيش المالي، فإن المواجهة مع العناصر الإرهابية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى بين الطرفين وهذا خلافا للرواية التي سوق لها التنظيم الإرهابي في آخر بيان أصدره، حسب ''سايت'' أحد المراكز الأمريكية المتخصصة في تقفي آثار المواقع الإرهابية ومتابعة مستجداتها، وهو البيان الذي ادّعى فيه التنظيم الإرهابي، الأربعاء الفارط، انه أوقع في صفوف الجيش المالي ما لا يقل عن ثمانية وعشرين ضحية. كما وقع في أسر العناصر الإرهابية ثلاثة جنود، وهو الأمر الذي نفاه النقيب علي دياكيتي الذي أكد أن ادعاءات العناصر الإرهابية مجرد دعاية إرهابية. وأوضح ذات الضابط المسؤول في قيادة أركان الجيش المالي أن المواجهة أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا ولكن بين الجانبين خلافا لما اعترف به التنظيم الإرهابي الذي لم يقر إلا بسقوط قتيل واحد في صفوفه ويتعلق الأمر برعية مالي، حسب ذات البيان. وحسب المستجدات الأخيرة التي تعرفها الساحة الأمنية المالية جراء التوغل الإرهابي إلى عمق هذه المنطقة بالقرب من تنبوكتو بعدما كانت العناصر الإرهابية تكتفي بالنشاط على الأطراف بعيدا عن المركز وكبرى الحواضر، فإن ''استفاقة الضمير المالي'' للسلطات المالية لا يفسره - وفق متتبعين للملف الإرهابي- سوى الشعور بالخطر الكبير الداهم الذي يشكله تواجد العناصر الإرهابية على حدودها أو على نقاط التماس من حدودها فحسب، خاصة في ظل ''شبه التعايش'' الذي كان سائدا بين هذا الطرف والطرف الرسمي في بعض الأحيان وغير الرسمي من سكان المنطقة والمقيمين بها في أحايين أخرى. وهو الأمر الذي يكون قد سلط عليه الضوء في شبه رسائل مبطنة عند أول رد فعل غربي على مقتل السائح البريطاني الذي اختطف مؤخرا من قبل العناصر الإرهابية. ومهما يكن من أمر، فإن العمليات العسكرية التي تشنها القوات المالية لتعقب العناصر الإرهابية التي اتخذت من عمق الصحراء وجزءا كبيرا من أراضيها مرتعا لها، ستتقاطع حتما مع جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب وتفكيك شبكاته خارج الحدود الجزائرية. كما ستسمح بتثمين جهود الجزائر لمكافحة الإرهاب في الداخل، فضلا عن التنسيق بين كل بلدان الجوار المشتركة في الحدود الصحراوية.