لم تحظ مدرسة صغار الصم البكم بحجوط بأي اهتمام من قبل وزارة التضامن الوطني التي لم تبادر إلى حل المشاكل العديدة التي تتخبط فيها المدرسة التي تتكفل حاليا بأكثر من ستين طفلا معاقا من ولايات تيبازة، الجزائر، المدية، البليدة وعين الدفلى. ومن بين أهم النقائص التي تعيق مهمة مدرسة صغار الصم البكم، انعدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة المستعملة في التعامل مع فئة الصم، والنقص الفادح في عدد أساتذة التعليم المتخصص، مما أثر سلبا على ظروف التكفل بهذه الفئة.وتعد المدرسة المؤسسة الوحيدة المتخصصة في التكفل بهذه الشريحة عبر إقليم ولاية تيبازة، ومع ذلك فهي تعاني منذ مباشرتها لمهامها سنة 1981 من سوء التسيير، فمقرها الذي هو عبارة عن فيلا كولونيالية تقع بطريق مراد بحجوط لم تسوَ وضعيته إلى غاية سنة 2007، حيث قام والي تيبازة الحالي بإجراءات التسوية لدى مديرية أملاك الدولة. وحسب مصادر مؤكدة، فإن المؤسسة كانت تفتقد لوثائق ملكية العقار الذي كان محل أطماع ورثة المالك الكولونيالي للفيلا التي تتواجد بموقع خلاب محاط بالاخضرار أضفى عليها جمالا ورونقا. كما تدعمت المدرسة خلال الموسم الدراسي 2009 2010، بداخلية تتسع لستين سريرا، لفائدة الأطفال الذكور والإناث المصابين بعاهة الصمم والبكم عن طريق النظامين الداخلي والخارجي والنصف الداخلي، علما أن سن هؤلاء الأطفال يتراوح ما بين 4 و19 سنة. ورغم المجهودات المبذولة من قبل طاقم المدرسة المكون من أخصائيين في علم النفس العيادي، الأرطوفوني، مربين مختصين ومساعدين من أجل التكفل الأحسن بهؤلاء المعاقين، إلا أنها تبقى غير كافية بسبب النقائص والمشاكل العديدة التي تتخبط فيها المدرسة دون أن تجد من المسؤولين من يقدم لها يد العون والمساعدة. وفي الصدد ذاته اشتكى الطاقم المتخصص بالمدرسة من النقص الرهيب في عدد أساتذة التعليم المتخصص، رغم توفر العروض من قبل الشباب البطال الذي أبدى رغبته في العمل بالمدرسة حتى وإن اقتضى الأمر توظيفهم في إطار تشغيل الشباب أو الشبكة الاجتماعية. وأضافت مصادر بالمدرسة سبب هذا المشكل إلى غياب المناصب المالية رغم حاجتها الماسة في ظل الإقبال الكبير الذي تشهده من قبل هذه الفئة. وما زاد من معاناة مسيري المدرسة افتقادها الكلي للطاقم الطبي الذي من الضروري تواجده بها من أجل السهر على صحة وسلامة المعاقين، حيث يضطر المسيرون إلى الاستنجاد بأطباء القطاع الصحي بحجوط في ظل افتقاد المدرسة لسيارة إسعاف ولسيارة خاصة بالمدرسة، مما يجبر عمالها على التنقل عبر الحافلات وبوسائلهم الخاصة عند التنقل إلى مقر مديرية النشاط الاجتماعي الكائن بمدينة تيبازة، حيث تساءل محدثونا عن مصير الأطفال والعمال في حال تعرضهم لأي حادث خاصة في الليل. كما تشهد المدرسة نقص جد معتبر في مجال التجهيز رغم تأكيد الأمين العام لوزارة التضامن الوطني في إحدى المناسبات على تجهيز جميع المؤسسات المتخصصة في غضون شهر أفريل من العام الماضي، وهو القرار الذي لم يشمل بعد مدرسة صغار الصم البكم التي لا تزال تعمل بطرق بدائية تجاوزها الزمن، مما يؤثر على التكفل الدراسي والبسيكولوجي للطفل المعاق.