يسعى المنتخب الألماني إلى تجنب سيناريو الخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ 1938 وذلك عندما يخوض اختبارا صعبا للغاية أمام غانا، اليوم، على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال جنوب إفريقيا تتصدر غانا المجموعة بأربع نقاط، فيما تحتل ألمانيا المركز الثالث بثلاث نقاط وبفارق الأهداف عن صربيا، أما أستراليا فتقبع في المركز الأخير برصيد نقطة واحدة. وسيكون الألمان بواقعيتهم واندفاعهم المعهود عازمين على ألا يكونوا من ضحايا الدور الأول أيضا، وقد طمأن القائد فيليب لام وأكد قدرة منتخبه على الفوز على غانا، مضيفا "إن خيبة الأمل كانت كبيرة بعد الهزيمة لكن الأمر أصبح بأيدينا الآن وعلينا تحقيق الفوز في المباراة الأخيرة. نحن محظوظون لأننا لسنا بحاجة لانتظار نتيجة الآخرين". ويمكن القول إن لوف كان راضيا عن أداء فريقه في مباراة صربيا رغم الخسارة الأولى لألمانيا في الدور الأول منذ 1986، عندما صرح: "لقد واجهنا بعض المشاكل في تمرير الكرات بيننا في الشوط الأول. لقد كانت صدمة كبيرة، خاصة بعدما اضطررنا لإكمال المباراة بعشرة لاعبين فقط، ثم جاء بعدها الهدف مباشرة. في الشوط الثاني، حاول فريقنا بكل ما أوتي من قوة، حيث أظهرنا عزيمة وإصرارا كبيرين، لكننا لم ننجح. لم تكن مباراة سيئة، لكن كلوزه ربما كان عليه أن يكون حذرا أكثر. لن نستسلم الآن، لأن قدرنا ما زال بين أيدينا، والفريق عازم بقوة على مواصلة المشوار. أعتقد أننا سنفعلها". ويأمل الغانيون أن يجد جيان أسامواه طريقه إلى الشباك للمرة الثالثة على التوالي بعد أن منحهم الفوز على صربيا ثم التعادل أمام أستراليا، وهو وعد بألا يكتفي بهذا القدر خصوصا وأن فريقه على مشارف تحقيق إنجاز التأهل إلى الدور الثاني. وأكد راييفاتش أنه كان بإمكان مدافعيه المخضرمين أن يلعبا أمام أستراليا لكنه لم يكن يريد المخاطرة بهما، مشيرا إلى أن منتخبه لا يشعر بالضغط، وهو قال بهذا الصدد "لا أعتقد أن هناك ضغطا علينا. على الأرجح أنهم يشعرون بالضغط أكثر منا لأنهم المرشحون. جميعنا نعلم أن ألمانيا تملك فريقا جيدا، لكننا نؤمن بأننا نملك أيضا فريقا جيدا. علينا أن نغلق المساحات وأنا متأكد انه بإمكاننا الفوز". وستكون هذه المواجهة مميزة لكيفن برينس بواتنغ لأنه سيواجه المنتخب الألماني الذي مثله في الفئات العمرية الصغرى قبل أن يقرر الدفاع عن ألوان غانا، وقد يلعب وجها لوجه مع شقيقه جيروم بواتنغ الذي حافظ على ولائه لألمانيا، لكن من المستبعد جدا أن يشارك الأخير خلافا لشقيقه الأساسي في تشكيلة "النجوم السوداء". بعد الإطاحة بالألمان صربيا تبحث عن التأهل أمام أستراليا يدخل المنتخب الصربي إلى ملعب "مبومبيلا ستاديوم" في نيلسبرويت ضمن منافسات المجموعة الرابعة من مونديال جنوب إفريقيا، وهو مرشح للقيام بالمطلوب منه أمام نظيره الأسترالي، على أمل أن تصب نتيجة المباراة في مصلحته. ولكنه سيواجه خصماً عنيداً عازماً على تقديم كل ما لديه من أجل أن يحافظ على أمله في بلوغ الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي في تاريخه، "لعبنا بروح جماعية عالية، وأعتقد أننا كنا الفريق الأفضل حتى بعشرة لاعبين. لقد صنعنا لأنفسنا فرصاً أفضل بالتأكيد"، هذا ما قاله لاعب وسط أستراليا بريت إيمرتون بعد التعادل مع غانا، مضيفاً: "كانت المباراة الأولى مخيبة للآمال من حيث الطريقة التي لعبنا بها، وتعرضنا لقدر هائل من الانتقادات، لذلك كان اللاعبون يشعرون باليأس وبأنهم لن يستطيعوا تقديم أداء جيد. بدأنا بداية رائعة ولكننا للأسف فقدنا أحد لاعبينا. أعتقد أننا فعلنا كل ما يمكن فعله ضد فريق غاني جيد، وأشعر بأنه يحق لنا أن نفخر بالطريقة التي لعبنا بها". وواصل: "ليست هذه النتيجة هي التي كنا نريدها بالطبع، ولكن الأداء تحسن كثيراً وما زالت فرصتنا قائمة. سوف نخوض مباراتنا الأخيرة مفعمين بالثقة ونحن نؤمن بأننا نستطيع الفوز بها. هذه البطولة هي كأس العالم، وهي بطولة كبيرة يتطلع كل لاعب للمشاركة فيها، لذلك كانت تلك البداية السيئة محبطة للغاية... سنواصل المسيرة ورؤوسنا مرفوعة. لم ينته الأمر بعد. ما زلنا واثقين من أننا نستطيع الفوز على صربيا، لذلك نأمل أن تأتي النتائج في صالحنا وأن نستطيع التأهل للدور الثاني". أما مدرب أستراليا الهولندي تيم فيربيك فقال: "ما زلنا في السباق لكن الطريق الآن سيكون صعباً. نحتاج للفوز على صربيا وتسجيل ثلاثة أو أربعة أهداف على الأقل. تلك هي مهمتنا". وقد اعتبر المدرب الصربي رادومير أنتيتش بأن فوز فريقه على ألمانيا ليس مجرد انتصار عادي، مضيفا: "أنا سعيد جداً، فهذا الفوز ليس مجرد انتصار عادي، ذلك لأن له وقعا نفسيا هاما على أفراد الفريق. لعبنا بإيجابية وهكذا سنفعل في مواجهة أستراليا التي ستكون منافساً قوياً. سمح لنا الفوز بأن يكون مصيرنا بين أيدينا وهذا الأهم". وحذر مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني سابقاً لاعبيه من التهاون بالأستراليين، خصوصاً بعد أن تابع مباراتهم أمام غانا، مضيفاً: "مع تقدم المباراة (أستراليا - غانا) كان على أستراليا أن تغير طريقة لعبها. بدأوا المباراة باندفاع كبير وتقدموا، لكن بعد طرد هاري كيويل كان عليهم أن يغيروا مقاربتهم للقاء، ورغم ذلك كانوا قريبين من الانتصار وقد أظهروا في العديد من المناسبات بأنهم فريق منافس. علينا التركيز على طريقة لعبنا خلال تحضيرنا لهذه المباراة".