أرجأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة ملف قضية قتل عمدي مع سبق الإصرار والترصد وتحريض قاصر على فساد الأخلاق وعدم الإبلاغ عن جناية، وهي القضية التي لم يتم توجيه أصابع الاتهام فيها إلى مجموعة من الشباب فقط، بل إلى سيدة تبلغ من العمر 38 سنة، تورطت في هذه القضية، وجرت معها ابنتيها، إحداهما في 16 من العمر والأخرى طفلة لم تتعد ربيعها الخامس، علما أنها كانت متزوجة عرفيا وبعد طلاقها سلكت طريقا منحرفا شاء القدر أن تؤجل محاكمة المتهمين الستة في قضية مقتل سائق سيارة “كلوندستان” ببوقرة بالبليدة بعد مرور عام كامل على ارتكاب الجريمة، التي بلغ عنها شقيق الضحية، وقال لمصالح أمن دائرة بوڤرة إنه عثر على سيارة أخيه مركونة بحوش زريبي ببوڤرة، دون أن يظهر لشقيقه أي أثر، مؤكدا أنه حول السيارة إلى المنزل العائلي خشية الاستيلاء عليها في تلك المنطقة النائية، ليعثر على جثة الضحية ملقاة بأحد الآبار المهجورة. الأدلة التي كانت بالقرب من الجثة أشارت إلى وجود طفلة بعين المكان، حيث عثر بمسرح الجريمة على سروال بنت صغيرة وأسورة بلاستيكية للأطفال.
وما كانت تفاصيل القضية لتحل لولا شهادة ابن عم الضحية، الذي أكد أنه رأى قبل ثلاثة أيام من تاريخ الواقعة قريبه رفقة المتهمة “ب. حورية”، جالسين على ضفاف وادي حمام ملوان، وبالتحقيق مع هذه الأخيرة، تم الكشف عن أولى الخيوط الغامضة في قضية اهتز لها الرأي العام ببوڤرة. فقد تأكد أن المتهمة رافقت يوم الجريمة 4 أشخاص، أحدهم أصم وأبكم إلى حوش زريبي بعيدا عن الأنظار من أجل احتساء المشروبات الكحولية، ومعها ابنتاها القاصرين “رميسة” و”منى”، هذه الأخيرة التي تم استغلالها جنسيا على مرأى من والدتها من قبل أحد المتهمين، والذي كان بدوره على علاقة محرمة مع الأم، التي قررت معاقبة المراهقة لتصرفاتها فراحت هذه الأخيرة تبكي، ما جعل الضحية “يوسف” يتساءل عن السبب، لأنه لم يكن حاضرا وقت الاعتداء على الفتاة، وهو ما جعل بقية الحاضرين يستاؤون من تدخله في شؤونهم، علما أنه رافقهم يومها في إطار عمله كسائق سيارة أجرة غير شرعي. الضحية قرر بعد حين مغادرة المكان، إلا أن المدعوان “ت. عبد الرحمن “ و”ب.بلقاسم” لحقا به، وكذا فعلت الطفلة صاحبة 5 سنوات، والتي عادت إلى والدتها لتخبرها أن المتهم الأول أشهر سكينا في وجه الضحية، الذي لاذ بالفرار ليسمع الجميع بعد فترة صوت سقوط شخص داخل البئر، حينها عاد المتهمان الاثنان، ولما استفسرتهما المسماة “حورية” عن حقيقة الصوت الذي سمعته طلبا منها غض النظر عن السؤال، وأن الأمور عادية. أحد أطراف القضية والملقب ب “سيسنو”، الذي كان قد تغيب عن المكان قصد شراء زجاجات الخمر والأكل كان صديقا للضحية، عاد وراح يتساءل عن صديقه، فأخبروه بأنه غادر دون سبب وهو ما لم يقتنع به، خاصة وأن السيارة لم تغادر مكانها ليبلغ أهله عما يعرف. وبسير التحقيق، أنكر كل واحد جريمة القتل، وهو ما فعلته الفتاة “منى” أيضا، التي تناقضت أقوالها بين الاعتراف تارة والإنكار تارة أخرى حول الممارسات اللاأخلاقية التي تعرضت لها. يذكر أن تقرير الطبيب الشرعي أورد أن الوفاة تعود لنزيف في القلب ناتج عن كسر العضلة الداخلية اليسرى، وأنها وفاة عنيفة بواسطة آلة حادة.