أجرت وزارة الخارجية الفرنسية تقييما للوضع الأمني في الجزائر، اعتبرت فيه أن الخطر الإرهابي ما يزال مرتفعا بكل مناطق البلاد، بما فيها الشمال والجنوب، ووجهت نداء إلى رعاياها تدعوهم من خلاله إلى الالتزام بنصائح الوزارة وتعليماتها فيما يخص التنقل في ضواحي العاصمة أو السياحة في الجنوبالجزائري التحذير من التنقل بحرية خارج العاصمة واللجوء إلى وكالات السفر المعتمدة للتنقل إلى الجنوب ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن التهديدات التي جددها تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي” ضد المصالح الفرنسية، واستمرار الهجمات الإرهابية، خاصة ضد قوات الأمن في شمال شرق البلاد، تجعل من احتمال التعرض إلى الأجانب وتنفيذ هجمات بمناطق أخرى تهديدا واردا، مضيفة أن الخطر الأمني في منطقة الساحل يبقي على الخطر الإرهابي في الجزائر مرتفعا، ويستدعي التزام الرعايا الفرنسيين بنصائح السفر والتنقل بالجزائر، وشددت على منطقة القبائل وعدد من ولايات شمال شرق البلاد، حيث سجلت هجمات إرهابية مؤخرا. وحسبما نشرته الخارجية الفرنسية، فإن “كل الجزائر منطقة خطرة، وغير منصوح بها، إلا لأسباب مهنية بحتة”، حيث أرفق التقرير بخريطة كتب أدناها، إن كل المناطق “البرتقالية” غير منصوح بها إلا لأسباب مهنية بحتة، الأمر الذي يطرح تساؤلا حول التناقض بين سعي باريس لافتكاك استثمارات في الجزائر، وبين تحذيراتها المستمرة لرعاياها من السفر إلى ذات البلد والتنقل خارج عاصمته. ورأت الخارجية الفرنسية، التي أجرت تحديثا على تقييم الوضع الأمني في الجزائر عقب العملية الإرهابية التي استهدفت عددا من حرس الحدود بمنطقة تينزاواتين المتاخمة لمالي، أن العمليات الإرهابية قد اشتدت حدتها منذ بداية الصيف، خاصة في منطقة القبائل وبومرداس، وأكدت على رعاياها ضرورة التنقل عند الحاجة بمرافقة أمنية، مع تفادي الطرق الاجتنابية وتجنب التنقل ليلا. ولفتت باريس إلى أن المناطق السياحية بالجنوبالجزائري، منها تمنراست وجنات، لا يستثنيها التهديد الإرهابي، ودعت رعاياها إلى تفادي التنقل نحو دولة مالي برا، اجتنابا لخطر التعرض لعمليات اختطاف من طرف الجماعات الإرهابية، التي تعتمدها كمصدر تمويل جديد من بعض الدول الغربية. وبعد هذه المعاينة القاتمة للوضع الأمني، تحدثت الخارجية الفرنسية عن جهود السلطات الجزائرية للحفاظ على أمن مواطنيها والرعايا الأجانب، من خلال تشديد الرقابة والضوابط لدى التنقل نحو جنوب البلاد، مشيرة إلى أن اليقظة المستمرة التي تتمتع بها السلطات الجزائرية قد تصل إلى حد إغلاق المعابر الحدودية المجاورة للجنوب. وأكد المصدر على إجبارية اللجوء إلى وكالات السفر المعتمدة من طرف السلطات الجزائرية في الرحلات نحو الجنوب، مذكرة رعاياها بضرورة الالتزام بكل التعليمات الأمنية وتفادي التصرف بشكل لافت. وما عدا الخطر الإرهابي، فقد وجدت الخارجية الفرنسية في أعمال الشغب المسجلة في بعض المدن الكبرى، سببا لتوجيه نصيحة لرعاياها من أجل تفادي التنقل خارج العاصمة، واعتماد الحيطة والحذر لدى التنقل، وأعطت تعليمات بخصوص التنقل في العاصمة، كتفادي بعض الأحياء، بسبب ارتفاع معدلات الجريمة، وعدد من الطرق بسبب خطر الحواجز المزيفة، وتجنب التنقل ليلا، مع ترك التنقل خارج العاصمة للضرورة فقط.