تعرف الحمامات الشعبية بولاية عنابة إقبالا واسعا، حيث يعتبر حمام العقبة بالمدينة القديمة ”بلاص دارم” محجا للعروس العنابية التي تجد ضالتها داخل مثل هذه المنتجعات السياحية والتي تمارس فيها الجدات كل طقوس العناية بالجسم والشعر يفضل أهالي العروس في مدينة عنابة التردد كل نهاية أسبوع على الحمامات التقليدية بالنظر إلى كونه يندرج ضمن موروثها التقليدي خاصة أن هذه الفضاءات تستحضر قصص العديد من القعدات والتمتع بأنغام المالوف العنابي، وهي عادات لها ميزة خاصة تجمع بين الحاضر والماضي، فزائر الحمام الشعبي ”العقبة” ببلاص درام ستأسره مباشرة الهندسة المعمارية والفسيفساء المستوحاة من الحضارة الإسلامية التي تطبع باحة الحمام، الذي يزينه ديكور عنابي تقليدي جميل، كما يتوفر على مستلزمات الزينة ومستحضرات التجميل، حيث تستقبلك عند الحمام امرأة مسنة وهي المشرفة على الصندوق الذي تسدد فيه مستحقات الحمام من صابون وبعض المعطرات الأخرى. ومن الطقوس التي تعتمد عليها العائلات الأعشاب مثل الإكليل وزهرة البابونج بالإضافة إلى تحضير قماش خشن وهو عبارة عن الليفة حيث يدلك الجسم به لإزالة الخلايا الميتة، أما الحجر الأبيض فيخصص للقدمين لمنح الجلد نعومة. وفي ذات السياق، تتوفر أجنحة الحمام على أقنعة طبيعية للبشرة فمثلا قناع البشرة الذهنية يتكون من الصلصال وصفار بيضة وحبة ليمون، بالإظافة إلى خلطة الصابون الأسود المخصص للشعر، كما توضع إحدى الخلطات على مستوى الوجه والشعر لمدة ساعة ثم ينظف بالماء الفاتر، ليزيد نظارة الوجه ولمعان الشعر. كل هذه المستحضرات خاصة بالعروس أيام قبل زفافها. وما يميز الحمامات الشعبية العريقة بعنابة أنها تمر بأربع مراحل، تبدأ بحمام البخار وباستخدام الليفة وبعدها التنظيف لماء فيه عشبة الخزاما والورد المذبل ثم تأتي مرحلة وضع الأقنعة الطبيعية لإعطاء صفاء ونقاء للعروس العنابية التي تستعمل مسحوق الشبة المتكون من العنبر والمسك والشب لسد المسامات والحفاظ على نظافة الجسم، وإن كانت العروس ليلة زفافها تضع وشما فوق المعصم المتكون من خليط البيض والزهر والحنة ثم ترسم أشكال مختلفة لجلب الناظرين إليها لأن الحرقوس في عنابة يعتبر زينة المرأة خاصة في المناسبات الدينية والأعراس. وعليه تبقى الحمامات الشعبية بمدينة عنابة قبلة للعائلات العريقة التي لا تزال متشبثة بالعادات وأصالة المنطقة رغم تزايد عدد الحمامات العصرية.