يبدو أن الكثير من العادات والتقاليد التي كانت راسخة لدى العائلات الوهرانية بدأت تتلاشى شيئا فشيئا مع مرور الزمن، بعد أن ورثتها أجيال من جيل لآخر ومنها زيارة موكب العروس لأضرحة أولياء الله الصالحين من أجل حياة سعيدة ومباركة وحتى تكون فأل خير على عائلة الزوج إلا أنه بمرور الأيام الكثير من العائلات تخلت عن هاته العادات وبدلا من التبرّك بأضرحة مشايخ الزوايا الصوفية بوهران، فقد غيّرت وجهتها منذ إنجاز فندق الشيراطون بوهران لتطوف حوله والتوقف أمامه. نظرا لموقع الفندق، فأصبح يستهوي العديد من العائلات الوهرانية للطواف حوله ثم مغادرة المكان والتوجه بعد الوقوف لبعض الوقت أمامه إلى بيت العريس، وهي من العادات الجديدة التي غزت مواكب زفاف العروس قبل تنقلها إلى بيت زوجها. وقالت في هذا الصدد إحدى السيدات ب.رحمة ”إن لكل جيل تقاليده الخاصة وشباب اليوم يقل عندهم الوازع الديني، بعدما أصبحت عقولهم كلها متعلقة بما تبثه القنوات الفضائية والأنترنت ولا يبالون بالعادات والتقاليد القديمة التي يعتبرونها سلوك أكل عليه الظهر وشرب ولم يعد ساري المفعول لهذا العصر المتميز بالثورة التكنولوجية”. أما الآنسة إيناس فقد استحسنت كثيرا فكرة التوجه بموكب العروس نحو طريق فندق الشيراطون لما فيه من مناظر خلابة تناطح البحر وموقعه الاستراتيجي الذي يبهر الأنظار، خاصة في الليل ونسمات الهواء العليل بدل التوجه إلى أضرحة الأولياء الصالحين المتواجدة أغلبا في أحياء شعبية تعج بحركة المرور الخانقة والتي يصعب لموكب الزفاف التوغل بين أزقتها إلا بشق الأنفس، خاصة أن هناك سلوكات سلبية لأبناء الأحياء الشعبية الذين يقذفون السيارات المصاحبة للموكب بالحجارة ويعرقلون سيرها، وهي صور كثيرا ما أحدثت حوادث مرور خطيرة ما جعل الكثير من العرسان يفضلون التوجه إلى الشيراطون. وأشار الشاب ب.سفيان إلى أن المادة أصبحت اليوم سيّدة الموقف بعدما أعمت أبصار الكثيرين من أصحاب المال، واستعاضوا بمثل هذه الهياكل السياحية الفخمة عن التبرك بأضرحة أولياء الله الصالحين، وكأن زيارتهم وطوافهم على الشيراطون سيمنحهم بركات أفضل وأموال أكثر عكس الطواف بأضرحة أولياء الله الصالحين التي هجرتها الكثير من العائلات الوهرانية، وراحت تفضل الجلوس بمفترق الطرق ليلا قرب نافورة الماء المحاذية لفندق الشيراطون، بدل التوجه للتبرك بأضرحة أولياء الله. وهذا التصرف لا يقتصر على فئة معينة، بل يشمل كل الفئات العمرية من أطفال وشيوخ وغيرهم وهي من بين المظاهر الدخيلة على المجتمع الوهراني الذي فقد الكثير من تقاليده بعدما اقتحمت بيوتهم أفكار غربية.