تشهد الاسواق الاسبوعية للخضر والفواكه المنتشرة عبر مختلف بلديات ولاية بجاية، وضعية يرثى لها بدءا بتلك السلبيات التي ظلت تلازم هذا القطاع الحيوي في حياة المواطنين اليومية، دون ان تبذل الجهود الكافية التي من شأنها أن تضع حدا لهذه الممارسات التي من شأنها المحافظة على صحة المستهلك من الأخطار الناجمة عن ذلك. وهذه النقائص كانت لنا الفرصة للوقوف عليها خلال جولتنا التي قادتنا لبعض هذه الأسواق، والتي تعرف اقبالا كبيرا للباعة والمتسوقين في مختلف أيام الأسبوع، أين تشهد توافدا للمواطنين الذين يقصدونه من أجل التزود باحتياجاتهم اليومية، لكن ما يشد انتباه المتجول بهذا السوق هو النقص المسجل في النظافة، بالاضافة الى انتشار البرك المائية التي تشكل بفعل تساقط الأمطار في فصل الشتاء وغياب قنوات لتصريف مياهها، كما ينتشر الغبار والأتربة في فصل الصيف. والشيء الذي يجعل التسوق فيها أمرا مستعصيا، ويضاف الى كل هذا انعدام مفرغة عمومية لرمي الفضلات، والوضع الذي أدى الى انتشار الروائح الكريهة، فضلا عن انعدام أسقف بهذه الأسواق، تقي الباعة، وحتى الزبائن من التقلبات الجوية، فرغم المجهودات التي يبذلها القائمون على مراقبة عرض السلع، لاسيما تلك المواد التي لا تغسل كالتمر والجبن، فان الفضلات والقمامة أضحت الميزة الملازمة لجل الأسواق المنتشرة عبر بلديات الولاية، حيث توجه أصابع الاتهام الى مكاتب النظافة المتواجدة على مستوى كل بلدية، لكن هذه الوضعية يلام عليها المواطن الذي يغض البصر عن بعض المظاهر، حيث لا يتوانى عن اقتناء سلع غير صالحة تهدد صحته. وفي ظل هذه الوضعية المزرية التي تعريفها اغلب اسواق الولاية ، يستوجب على السلطات المحلية تنظيم هذا القطاع من اجل سلامة حياة المواطن . ظاهرة الغلاء .. لم يتبدل شيئ من جهة ثانية مازالت أسعار الخضر والفواكه في الأسبوع الثاني من رمضان ارتفاعا مذهلا، وربما زادت كثير كثير من الخضروات، كالطماطم التي صارت نوعا مفقودة، لاسيما ذات النوعية الجيدة، والفلفل بنوعيه، والكوسة، والشمندر، وغيره من الخضروات، وهذا ما أدى إلى تذمر واستياء العديد من المتسوقين، ولاسيما منهم أصحاب الدخل المحدود الذين عبروا في حديث لهم ل "الأمة العربية" عن تذمرهم لهذا الغلاء الفاحش الذي يتكرر كل مرة دون معرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك. ومن خلال تجولنا عبر عدد من الأسواق المحلية ونقاط البيع وجدنا بأن القدرة الشرائية للمقبلين على هذه الأسواق تدنت عكس الأيام الفارطة التي شهدت انخفاضا في أسعار الخضر والفواكه وغيرها من المواد الاستهلاكية الأخرى.