دعا الأمين العام لنقابة مركب أرسيلور ميتال العمال إلى الالتفاف حول ممثليهم الشرعيين، والخروج عن صمتهم للإطاحة بأعضاء لجنة المساهمة، الذين قال عنهم في بيان حماسي وجهه نهار أمس للعمال “إنه لا يمكن السماح ل30 شخصا أن يفرضوا قانونهم على النقابة والمركب، لذا فانه من الواجب الوقوف وقفة رجل واحد للدفاع عن مكتسبات العمال، بنفس طريقة دفاعهم عنها منذ سنة ضد كل أشكال الحڤرة والفساد”. وأضاف قوادرية أن الأيام القادمة ستكون موعدا لاتخاذ قرارات مصيرية “ستضع حدا للفوضى والشر والعبث بمصير العمال”، وفي هذا الإطار سيتم دعوة العمال إلى ساحة المركب التي طالما شهدت تقرير المصير واستمرارية منهج التصحيح وحماية التغيير. ولم يخف إسماعيل قوادرية في بيانه الذي تلقت “الفجر” نسخة منه أن الخلاف النقابي الذي تطور إلى مواجهات دامية كان سببا في زوال التمثيل النقابي، ما يهدر كامل الحقوق العمالية، ويمنع أي محاولة للدفاع عن العمال، وبالتالي تجميد كل المطالب المشروعة، علما أن هذه الأخيرة كان سيشرع في دراستها في غضون هذا الشهر، غير أن حرب الصراعات النقابية التي يوعزها الكثيرون إلى الاختلاف حول تسيير أموال اشتراكات العمال، عرقلت بشكل كبير البدء بعملية رضوخ الإدارة الفرنسية لمطالب النقابة الرامية للاعتراف بقرارات الثلاثية المتمثلة في رفع الأجور والعلاوات. من جانب آخر أكد قوادرية أنه في الوقت الذي هدد فيه أعضاء لجنة المساهمة بكشف العديد مما اعتبروه ملفات خطيرة حول الأمين العام للنقابة، كان هو يسعى لتجنيب العمال الدخول في هذا الصراع النقابي، إلا أن الوقت قد حان لوضع حد لمن أسماهم مرتزقة متواطئين مع الإدارة الفرنسية للوقوف في وجه النقابة، التي تمكنت من انتزاع حقوق العمال وتطمح لانتزاع المزيد مستقبلا. وتجدر الإشارة إلى أنه بمحاولة إسماعيل قوادرية تعبئة عمال مركب أرسيلور ميتال فإن هذا الأخير سيكون مكانا لاندلاع المواجهات بين أنصار عيسى منادي المطالبين برحيل قوادرية، مدعومين بأعضاء لجنة المساهمة المطالبين بحل المجلس النقابي ضد الأمين العام للنقابة، الذي لم يجد من حل سوى تجنيد العمال لمؤازرته بعدما تمكن من الوقوف في وجه الإدارة الفرنسية وإجبارها على تحسين سلم الأجور، بل ومطالبتها بتنفيذ قرارات الثلاثية الرامية إلى تحسين أجور عمال قطاع التعدين. وأمام توجه الوضع بمركب الحديد والصلب للتأزم لم تتدخل المركزية النقابية لحماية مكاسب العمال، واقتصر الأمر على تسخير قوة أمنية لحماية قوادرية قبل الفصل في النزاع الذي يبدو أنه سيشعل الحجار مجددا.