يقول الحق جل وعلا: “نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم (49) وأن عذابي هو العذاب الأليم (50)” (الحجر). وبعض المذنبين من الناس إن كلَّمته ناصحاً أو زاجراً له عن الآثام، رد عليك بأن “رحمة الله واسعة، ونحن معتمدون على رحمة الله وكرمه، وعفوه، وإحسانه”، ونسي هذا المسكين أنه قد أهمل أمر الله ونهيه وضيعهما فيما ضيع من أمور دينه، وغفل عن أن الله عز وجل كما أنه واسع المغفرة، فهو تبارك وتعالى شديد العقاب، وأنه لا يُردّ بأسه عن القوم المجرمين، وأن من اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند والمكابر. قال معروف الكرخي: رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق. وقال بعض العلماء: من قطع عضواً منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا. وقيل للحسن: نراك طويل البكاء، فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي. وسأل رجل الحسن فقال يا أبا سعيد: كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تنقطع؟ فقال: والله لأن تصحب أقواماً يخوفونك حتى تدرك أمناً خير لك من أن تصحب أقواماً يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف.