بدا المطرب القبائلي الكبير، لونيس آيت منڤلات، في قمة السعادة وهو يصعد ركح قاعة العروض بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، ليلتقي عشاقه بعاصمة الشرق من جديد، بعد غياب دام 37 سنة كاملة. وأمتع نجم الأغنية القبائلية، الجمهور بباقة من أغانيه المميزة التي استهلها ب" تاوريقت تاشيحانت"، التي حولت القاعة إلى فضاء كبير للرقص. حلق آيت منڤلات عاليا بڤيتارته في رحاب التراث القبائلي الذي حرك مشاعر القسنطينيين الذين حضروا الحفل في حوار حميمي وأجواء دافئة، جعلته يؤكد: "أنني أقتنعت اليوم أن عشاقي يوجدون في كل الجزائر، وهم كثر كما في تيزي وزو والعاصمة ووهران في قسنطينة أيضا، عاصمة الثقافة والفنون.. وهذا يسعدني كثيرا". المطرب الكبير الذي بدأ مشواره سنة 1966، أين قدم لأول مرة كشاب مبدع وفنان على القناة الوطنية الثانية في حصة "إيغناين أزكا"، استعاد ذكريات ثكنة القصبة حيث قضى الخدمة الوطنية بها في سنة 1972، أين كتب رسالة بعنوان "من سأحمله الخطأ"، وهي أغنية تحمل الكثير من الأحاسيس والعواطف لخليلته التي تركها في منطقتها بالقبائل، كما أدى مجموعة من الأغاني التي لقيت تجاوبا كبيرا من قبل الجمهور. وكان المطرب آيت منڤلات، قد نشط أول أمس، ندوة صحفية، بفندق بانوراميك، أعرب خلالها عن تأثره الكبير وهو يعود إلى قسنطينة بعد غياب دام 37 سنة، موضحا أنه لم ير قسنطينة منذ أن أنهى الخدمة الوطنية في ثكنة القصبة العتيقة، وأنه لم يتعرف على الكثير من المناطق جراء التغييرات التي طالتها، لكن قسنطينة تبقى مغرية وعروسة، على حد قوله، بجسورها وصخرها العتيق، مؤكدا بقوله: "زيارتي الأولى هذه لقسنطينة منذ أن أنهيت خدمتي الوطنية ألهمتني مجددا، خاصة وأنا أسير بين أزقتها تحت المطر، وصراحة أجمل الأغاني التي أديتها ألفت قصائدها في قسنطينة أثناء تأديتي الخدمة الوطنية، منها لويزة وراس ذالما وعدة أغاني أخرى.." مستطردا: "قسنطينة مدينة ملهمة، ومن حسن الحظ أن الأماكن الجميلة مازالت هي هي، الجسور والصخور والأزقة الشعبية وأوصي بحمايتها لفائدة بلدي".