هدد السناتور الأمريكي، جون كيري، بتشديد العقوبات على السودان في حال عرقلت الحكومة أو الجنوبيون تنظيم الاستفتاء على استقلال جنوب السودان المقرر مبدئيا في 9 جانفي. وقال كيري، الذي وصل أمس الأول إلى الخرطوم ”أريد أن أكون واضحا. نريد أن تنظم الحكومة الاستفتاء وأن تحترم قرار الجنوب” وأضاف ”إذا اختار أحد الطرفين الاتجاه الخاطئ خلال المفاوضات المقبلة في أديس أبابا، فستكون أمامنا عدة خيارات (مثل) تشديد العقوبات” الأمريكية المفروضة على السودان. ومن المقرر عقد جولة جديدة من المفاوضات في 27 أكتوبر في أديس أبابا بعد فشل الجولة الأولى بين الشمال والجنوب في 12 من الشهر الجاري. وكان كيري قال في بيان إن ”السودان أمام لحظة مفصلية، كل المصادر الموثوق بها تفيد بأن جنوب السودان سيصوت لمصلحة الانفصال عن الشمال”، مضيفا أن ثمانين في المئة من الاحتياطي النفطي المعروف في السودان موجود في الجنوب. وأضاف كيري، الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي ”على الولاياتالمتحدة أن تساعد الجنوب والشمال في التوصل إلى مسار سلمي يقود نحو المستقبل”. من جانب آخر، كشف قيادي بحركة جيش تحرير السودان حسب مصادر إعلامية أن رئيس الحركة، مني اركو مناوي، الذي أعلنت قيادات سياسية وعسكرية بالحركة تجميد سلطاته مؤخرا، يستعد لشن حرب على حكومة الخرطوم بالتحالف مع حركات متمردة في دارفور. وقال مبارك حامد، مساعد رئيس الحركة السابق لشؤون التنظيم والإدارة، أن مناوي نقل سرا ما يزيد على 400 من القيادات الميدانية التابعة للحركة إلى جنوب السودان، ووقع في مدينة جوبا مذكرات تفاهم مع حركات متمردة في دارفور من بينها حركة عبد الواحد محمد نور وحركة عبد الشافي لتكوين تحالف يهدف لشن حرب على الحكومة في الشمال انطلاقا من الجنوب. واتهم الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب بتقديم إغراءات لمناوي الموجود في جوبا حاليا بهدف استخدامه كورقة ضغط ضد حكومة الخرطوم لإشغالها خلال الفترة التي تعقب الاستفتاء، وقال ”أهل دارفور لن يكونوا وقودا لحرب ضد الشمال”، مشيرا إلى أن الحركة الشعبية منذ توقيعها اتفاقية السلام عام 2005 لم يكن لها دور يذكر في دفع عملية السلام في دارفور أو المساهمة في تخفيف الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها أهل الإقليم.