يعيش المركز البريدي لبلدية الميلية بجيجل على صفيح ساخن خلال هذه الأيام بسبب العدد المدهش من الزبائن الذين يزورونه يوميا من أجل سحب أموالهم تأهبا لعيد الأضحى المبارك. ورغم توفر الأموال بالمركز إلا أن مشكل الاكتظاظ يبقى مطروحا به نظرا لتوقفه عن دفع رواتب العمال والموظفين لمدة طويلة على خلفية انعدام السيولة النقدية، إضافة إلى معاناة المواطنين من ضيق المركز، حيث تم تجميع جميع المكاتب في قاعة واحدة، ويرجع ذلك لعمليات الترميم التي يشهدها المركز. وقد عبّر كل المواطنين الذين تحدثنا إليهم بالمركز المذكور عن سخطهم بسبب الظروف غير اللائقة التي يستقبلون بها، حيث صارت الطوابير تمتد يوميا إلى الشارع المحاذي للبريد والدخول إليه أصبح مقتصرا على أصحاب الأجسام الغليظة والخاسر الأكبر هم الشيوخ والنساء اللواتي لا يقدرن على دخول القاعة ولا يتحملون المكوث بها بسبب غياب النظام وكثرة العدد المتواجد بها. وإذا كانت النقطة الإيجابية التي تسجل لمسؤولي بريد الميلية تكمن في تشغيل جهاز الدفع الإلكتروني بعد أن صام الدهر كله، إلا أن بعض النقائص لا تزال تلازمه إذ اشتكى العديد من المواطنين من حجز بطاقاتهم لأسباب أرجعها عمال البريد لضعف الشبكة بين الحين والآخر، مع العلم أن الجهاز المذكور بات يشتغل إلى غاية الفترات المتأخرة من الليل. ومعلوم أن المعاناة ببريد الميلية قد امتدت هذه الأيام كذلك لعماله الذين لم يخفوا تذمرهم من الوضع الكارثي الذي يشتغلون به بسبب عدم اكتمال عمليات الترميم وكذا كثرة الزبائن الذين يقصدون المركز من مختلف البلديات المجاورة وحتى من ولايتي سكيكدة وميلة، ناهيك عن السلوكات المشينة التي يرتكبها العديد من الزبائن يوميا من مشاجرات وملاسنات سواء فيما بينهم أو مع موظفي البريد، الذين صبّوا جام غضبهم على مسؤولي القطاع المركزيين لكونهم وفروا السيولة النقدية بشكل متأخر وفي ظرف حسّاس قبيل عيد الأضحى.