عندما تحدث رسولنا الأكرم صلى الله عليه و سلم عن شرور ومساوئ أم الخبائث فانه لم يكن ينطق عن هوى، وهو ما أثبته الواقع المر في قضية إزهاق روح شاب في مقتبل العمر، دفع حياته ثمنا لمحاولته إبعاد قرين له كان في حال سكر أراد أن يعتدي بالسلاح الأبيض على صديق له، قبل أن يتلقى طعنة قاتلة وضعت حدا لحياته وقادت صاحبها وراء القضبان لثماني سنوات، كما جاء في الحكم الجنائي الذي نطقت به هيئة المحكمة بمجلس قضاء البليدة. في الوقت الذي التمس ممثل الحق العام في حق الجاني “م. كريم” السجن النافذ ل15 سنة، جاءت فصول المحاكمة لتكشف عن وقائع تلك الجريمة التي اهتز لها سكان بني تامو بتاريخ 16 نوفمبر من السنة الماضية، حين تلقت عناصر الأمن الحضري ببني تامو في البليدة نداء يفيد بتعرض المسمى “ب.نبيل” لاعتداء بالسلاح الأبيض من قبل الجاني، الذي واجه لاحقا تهمة الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها. وقد بدأت أطوار القضية مع رفيق الضحية الذي أدلى بشهادته أمام هيئة المحكمة، قائلا إنه كان ليلتها مع الضحية بالقرب من أحد المطاعم الموجودة بحي 418 مسكن ببني تامو، قبل أن يمر به الجاني الذي كان في حال سكر ولم يتحمل نظرات الإستهجان من قبل هذا الأخير، فتقرب منه مبديا رغبته في التشابك معه فقط ليرد اعتباره بعد أن احتقره صديق الضحية، لتتطور الأمور بعدها ويقدم الجاني على إخراج سكين محاولا أن يطعن بها هذا الأخير، غير أن الضحية تلقى تلك الطعنة بدلا عن صديقه الذي تمكن من تفاديها، وكانت كافية لان يلفظ أنفاسه قبل أن يصل إلى المستشفى، في الوقت الذي فر الجاني إلى وجهة مجهولة، قبل أن يعترف بكل ما نسب إليه.