فوز قطر بشرف استضافة نهائيات كأس العالم للعام 2022 قد يكون بالفعل حدثا، لأن قطر سخرت إمكانيات مالية هائلة.. ومنها بناء ملاعب مكيفة لمواجهة الحرارة الشديدة في هذا البلد في بداية فصل الصيف. لكن ليست الإمكانيات المالية وحدها هي التي جعلت قطر تفوز في هذه المسابقة العالمية بين الدول.. بل قطر فازت لأن ملفها كان دقيقا ومحكما.. وقدمه شباب لا تتعدى أعمارهم 30 سنة! الفيفا تختار قطر كأول دولة في الشرق الأوسط تنظم هذا المونديال.. لأن قطر هي الإمارة العربية الوحيدة في المنطقة التي يسيرها منذ 20 سنة شباب وليس العجزة من الرؤساء والملوك العرب الذي يتواجدون في المصحات أكثر مما يتواجدون في مكاتب العمل! قطر التي لا تشكل سوى ولاية من ولايات بعض الدول الكبرى في الوطن العربي مساحة وسكانا أصبحت بفضل فريق الشباب الذي يحكمها منذ عشريتين تلعب دورا محوريا في المنطقة العربية.. وقد يتعدى هذا الدور الحدود الإقليمية. قطر طورت حقول الغاز وأصبحت هي البلد الثالث في العالم في إنتاج وتسويق هذه المادة.. وجعلت من الجزيرة قناة فضائية بحجم دولة كبيرة من الدول التي يتواجد رؤساؤها وملوكها في غرف الإنعاش الصحي.. ويتواجد شعبها في غرف حفظ الجثث البشرية.. وتتواجد رياضة شبابها في طليعة المعوقين حركيا وذهنيا! وبعد معجزة الإمارات في دبي في الجانب الإقتصادي.. جاءت معجزة قطر في الجوانب الرياضية والإعلامية والاقتصادية! حجم قطر الصغير مساحة سيكون عاملا مهما لها في تنظيم مونديال ناجح بسبب اختزال العناء في التنقل بين بلدة وأخرى كما هو الحال في البلدان الكبيرة التي نظمت كأس العالم! ليس المهم هو فوز قطر على حساب الولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا واليابان.. بل المهم هو فوز هذه الدولة الصغيرة بمساحتها والكبيرة بالشباب الذي يحكمها على دول كبيرة وحولت شيخوخة حكمها وحكامها قصور الملك والرئاسة فيها إلى مؤسسات للرعاية الصحية والعناية المركزة ليس إلا!؟