سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
“رفضت طلبات كثيرة لمحاورة “الإسلاميين” في السجون تجنبا للشك في مبادرتي” محامي الجماعات الإسلامية والناطق الرسمي للمنتدى العالمي للوسطية، منتصر الزيات، في حوار مع “الفجر”:
نتعاون مع دعاة الوسطية في الجزائر لمعالجة نتؤات الحقبة الماضية” أكد محامي الجماعات الإسلامية والناطق الرسمي للمنتدى العالمي للوسطية، منتصر الزيات، أن المراحل القادمة لابد أن تشهد تقدما في مواجهة الفكر المتطرف خاصة في الدول العربية “المعالجة الأمنية للإرهاب لا تغني عن المعالجة الفكرية ولابد لها أن تبقى في حدود” “نسعى إلى حوار جامع للتيارات الإسلامية في الدول العربية لنشر الوسطية ونستهدف المتطرفين في الغرب لأن القاعدة اعتمدت عليهم” “وأن الجهود لابد أن تتكاتف من أجل أن تنضج تجربة المراجعات الفكرية لمواجهة المد التطرفي، مع التركيز على بقاء المعالجة الأمنية لمعضلة الإرهاب في حدودها وترك المجال لتوسيع المواجهة الفكرية بإقحام عديد الأطراف، بعدما ثبت أن المعالجة الأمنية للظاهرة لا تغني عن المراجعة الفكرية. وكشف الزيات في حوار مع “الفجر”، على هامش الندوة الدولية للوسطية المنعقدة بالجزائر، عن إستراتيجية المنتدى في جمع مختلف التيارات الإسلامية تحت مظلة الحوار لترسيخ المنهج الوسطي. ماذا يمكن للمنتدى العالمي للوسطية أن يقدم للجزائر؟ طبعا، نحن نهدف إلى تعزيز التعاون بيننا وبين المؤسسات والهيئات الإسلامية والوسطية في الجزائر، لأن توافق الأهداف ومحاولة نشر ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والتطرف يحتاج إلى التعاون. أكيد أن علماء الجزائر ومفكريها لهم دور في مكافحة التطرف، ولكن نحن باعتبارنا مظلة تحاول أن تكون غير حكومية وفي نفس الوقت عالمية لنواجه المشروع المضاد وهو مشروع التطرف، نحن نتعاون مع الإخوان في الجزائر من خلال جمعية الإرشاد والإصلاح وكل دعاة تيار الوسطية هنا، لأنه في المغرب العربي الآن هناك ما يسمى بالنتؤات أو آثار الحقبة الماضية والجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية التي تعمل على نشر الثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والتشدد والتفجير والتفخيخ تكون أقدر على إدارة حوارات ونشاطات وفعاليات تضمن عدم عودة هذا الفكر المتطرف. نرى تفاوتا في اعتماد المراجعات الفكرية لمواجهة التطرف في الدول العربية رغم أن الجماعات الإرهابية تضم عناصر من جنسيات مختلفة، هل حاول المنتدى العالمي للوسطية الدفع بهذه الدول إلى التنسيق؟ نحن نحاول أن نتحرك بعيدا عن الحكومات، وأكيد أن هناك قيودا تختلف في العمل الرسمي والعمل الدبلوماسي، ونحن نحاول أن نستفيد قدر المستطاع من التدابير والقوانين المنظمة واللوائح، حيث يمكن أن تكون لنا فرصة لنلعب دورا في تحقيق توافق دولي، واستطعنا والحمد لله في دول كثيرة في مصر، في الأردن وفي المغرب وفي السودان أيضا وحتى باكستان، أن ننشئ فروعا للمنتدى العالمي للوسطية، وهذا بتشجيع طبعا وعدم ممانعة نظامية، ونتمنى أن يكون للمنتدى دور في تحقيق هذا التوافق وحل الإشكاليات التي تحول دون نضوج المراجعات الفكرية بشكل أكبر ويحقق نتائج لصالح المجتمعات العربية. بعد أن اتسعت رقعة الإرهاب والتطرف، هل يمكن أن تكون المراجعات الفكرية والمواجهة الأمنية كافية لمعالجة الأوضاع الأمنية والسياسية في الدول العربية؟ لا توجد معالجة كافية وحدها، يعني أن المعالجة الفكرية لا تغني عن المعالجة الأمنية، لأن المجتمعات لابد أن يكون لها ضوابط ونظام، فإشاعة الاستقرار في المجتمعات هدف أصيل في الشريعة، وتقوية النظام هذا واجب وعدم الخروج عن القانون في المجتمعات ضمانة أساسية، فالأجهزة الأمنية أو الجهود الأمنية لابد أن تعمل في إطار منع الجريمة ومحاسبة المسؤولين عن اختراق النظم، هذا دور لا ينبغي أن يتجاوز هذا ! والدور الثاني هو الدور الفكري، هذه جهود لابد أن يقوم بها علماء ومفكرون ونخب وسياسيون ووسطيون ومجتمعات ومنظمات حكومية وغير حكومية، في الناحية الفكرية فالفكر لا يحاور إلا بالفكر والأمن لا يحاور بالفكر يحاور بالنظام في المجتمع، لذلك لابد أن تتكاتف الجهود وهذا مهم في المرحلة المقبلة، والجزء الكبير في نجاح التجربة المصرية في المراجعات الفكرية هو أن الأجهزة الأمنية لا تتدخل إلا بالقدر الذي نطلبه منها، مثلا إدخال الكتب الشرعية للمعتقلين في السجون من أجل أن يقرأوا ويراجعوا، وقد أدخلنا كتبا شرعية كثيرة إلى السجون. بصفتكم محام مشهور للجماعات الإسلامية، ألم يتسبب دفاعكم عن هؤلاء في مواصلتهم الطريق نحو التطرف؟ أنا أخذت موقفا مبكرا، وقبل أن أكون محاميا، أنا ابن الحركة الإسلامية، وقد أخذت موقفا يقضي بضرورة المراجعة في وقت مبكر جدا، والكثيرون هاجموني، ولكنني أخذت الأصعب وهو الإصلاح من الداخل، ولو كنت تركتهم لما تحقق كل هذا، أنا أشفقت على الشباب، هناك شباب كثير غض ومتحمس ومندفع ومغرر، دخلت معهم في حوار من جانب لأن هؤلاء يحتاجون إلى الثقة، يحتاجون إلى أحد يثقون فيه ويحسن التعبير عن مشاكلهم وأسباب ارتكابهم العنف، لذلك أنا كنت دائما أقول أنا لا أبرر العنف ولكن أوضح للمحاكم وللرأي العام أيضا المبررات التي دفعت هؤلاء لارتكاب العنف، جرائم كثيرة رفضت أن أدافع فيها كجرائم استحلال الأموال، أبدا. هل يفكر القائمون على المنتدى العالمي للوسطية في حوار يجمع التيارات الإسلامية في الدول العربية من أجل نشر منهج الوسطية والاعتدال ؟ بالفعل، من ضمن الخطط التي نعمل عليها وبدأنا في تنفيذها فعلا ونطمح إن شاء الله أن تزيد في الفترة المقبلة، هي الدخول في حوارات وأن نتشابك فكريا مع تيارات إسلامية، عملنا هذا في السودان والمغرب، ونريد أن تستمر تجاربنا في حوارات مع تيارات إسلامية مختلفة في الدول العربية. هل تتضمن إستراتيجية المنتدى العالمي للوسطية استهداف “الإسلاميين المتشددين” في الغرب بعدما ثبت أنهم لا يقلون تشددا عن المقيمين في بلدانهم الأصلية؟ فعلا، إننا ندعو ضمن الأفكار والأطروحات الموجودة إخواننا المسلمين الموجودين في دول أوروبية إلى المؤتمرات، وبالفعل حضروا من مختلف الأقطار، ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، لندخل في حوارات حتى يكون للفكر الوسطي وجودا في التجمعات الإسلامية في الدول الغربية وحتى لا يتكرر اجتذاب عناصر من الفكر المتشدد لأن القاعدة اعتمدت في أوقات كثيرة على عناصر موجودة في دول أوروبية. ماذا يمكن أن يقوم به المنتدى العالمي للوسطية لمواجهة انتشار التطرف داخل السجون بعد أن ثبت أن بعض المجموعات الإرهابية تشكلت انطلاقا من السجون؟ والله حركتنا مقيدة، وأنا كحالة وكعضو بالمنتدى العالمي للوسطية دخلت في حوارات كثيرة في السجون المصرية ونجحت، وطلب مني في دول كثيرة أن أدخل في حوارات لكنني رفضت.. عندنا في الجزائر نجحت مختلف المؤسسات ذات الصلة بالعنف في تحقيق نجاحات كبيرة في المراجعات الفكرية داخل الجماعات المتطرفة، ما أدى الى محاصرة نشاطها فكريا وسياسيا واجتماعيا، وتزامنت المقارعة الفكرية بالملاحقة الأمنية لمواجهة المتطرفين، ولست أدري إن كانت الجزائر مدرجة ضمن اهتماماتكم ؟ أنا لا أستطيع أن أدخل في حوارات مع عناصر عربية داخل السجون العربية، لأن الأقدر على ذلك هم أبناء البلد، في الدول المختلفة إذا كان هناك من يستطيع أن يعيد التجربة فلا بأس، أما أن أذهب أنا فالشكوك ستحيط بمهمتي أكيد، وسيرفض الشباب، ولكن أبناء بلدي أعرفهم ويعرفونني ويعرفون أفكاري ويعرفون دوافعي، لكن أن أذهب أنا إلى مكان آخر فمن المؤكد ستثار مشاكل وستحوم شكوك حول المبادرة.