فصلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة في قضية تتعلق بجماعة أشرار نفذت جملة من عمليات السطو والسرقة والتي استهدفت المحلات التجارية بقلب مدينة الورود، حيث قضت ذات الهيئة بالسجن النافذ ل5 و3 سنوات في حق خمسة من المتهمين الذين وبالرغم من كل محاولاتهم للمراوغة لم يتمكّنوا من إقناع هيئة المحكمة بعدم تورطهم في القضية المنسوبة إليهم، لا سيما وأن كل ظروفها كانت تشير إلى إدانتهم بجرم تكوين جماعة أشرار والسرقة الموصوفة المقترنة بظرفي التعدد والليل وإخفاء أشياء مسروقة. إلقاء القبض على الجناة في قضية الحال يعود حسب ما جاء في قرار إحالتهم على العدالة إلى شهر ديسمبر من سنة 2006 وذلك بعثور إحدى دوريات البحث والمراقبة التابعة لأمن ولاية البليدة، في حدود الساعة الثانية صباحا من تاريخ الوقائع على رزم من السلع مكدسة أمام أحد محلات بيع الألبسة الجاهزة لصاحبه (ب.ع) الذي أفادهم أن محله تعرض لعملية سطو. وعند تكثيف البحث اتضح أن المشتبه فيهم تخلوا عن مسروقاتهم لمرور الدورية، واختبأوا في حينها بإحدى البنايات المجاورة المهجورة، وهو ما استدعى طلب دعم من الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية التي حاصرت المنطقة، ليتم توقيف المشتبه فيهم على فترات متقطعة من تلك الليلة وإلى غاية صباح اليوم الموالي. وسمحت ذات العملية بحجز حقيبة كانت تحوي الآلات التي كانت تستعمل في فتح المحلات عنوة من قاطع وقضيب حديدي، وأربع كماشات وخيط كهربائي، وشمعتين ومجموعة من المعاطف ارتداها المتهمون للتمويه. تصريحات الجناة تراوحت لاحقا بين من أنكر التهمة تماما وبين من اعترف بها، وبين من قال إنه ألقي عليه القبض صبيحة ذات اليوم لما كان متوجها إلى ولاية عنابة، بينما أنكر متهم آخر أي علاقة له بالمتهمين الآخرين وأنه توغل إلى محل أحد الضحايا بنزع القرميد والخروج من الباب، في حين فنّد آخر كل ما نسب إليه من تهم لأنه يومها كان متوجها إلى سوق تاجنانت لقضاء بعض الحوائج تتمثل في شراء سلع لإعادة بيعها بالبليدة وأنه في اليوم الموالي خرج باكرا بعدما ترك السلع عند صديقه وذهب لإحضارها، وفي الطريق فوجئ بضبطه من قبل رجال الأمن ليعلم أنه مشتبه فيه بسرقة السلع. فيما أفضت عملية تفتيش منزل أحد المتورطين في القضية إلى العثور على مجموعة من الأسلحة البيضاء بحوزته والتي برر وجودها بأنه يستعملها في الدفاع عن نفسه، أما القناع فلا علم له به وأن كمية القفازات والجوارب هي لأحد أصدقائه ممن تعودوا المبيت عنده. غير أن التحقيق كشف بالمقابل أن جل السرقات التي حدثت بالمنطقة كانت تستعمل ذات الأسلوب على غرار سرقة محل تجاري لبيع الألبسة النسائية عندما قام اللصوص الخمسة بسرقة كل محتوياته منذ حوالي شهر قبل القبض عليهم، كما استولوا على قرابة 100 مليون سنتيم وكذا تعرض محل ضحية آخر إلى سرقة مبلغ يزيد عن 300 مليون سنتيم، والعديد من المحلات التي استولوا على محتوياتها تاركين إيّاها خاوية على عروشها قبل أن تطالهم يد العدالة التي أدانتهم بالحكم السالف ذكره.