وجد الكثير من سكان بلدية بني بوعتاب، التابعة إداريا لدائرة الكريمية الواقعة في الجنوب الشرقي لعاصمة ولاية الشلف، أنفسهم في مواجهة معضلة حقيقية جراء مطالبة مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز “سونلغاز”، بتسديد أكثر من 16 مليون سنتيم، قيمة استهلاك الكهربا لما يصل إلى خمس سنوات خلت، موزعة على أكثر من 6700 زبون من المنطقة التي تعد من أشد مناطق الوطن عزلة وفقرا. وطالب سكان البلدية التي تعد من أفقر بلديات الولاية، من السلطات المحلية التدخل لدى مؤسسة “سونلغاز” لمسح الديون المستحقة لذات المؤسسة، كونهم لم يستهلكوا المبالغ المطالبين بتسديدها. ورفض السكان تسديد الفواتير واعتبروها غير مبررة، كونهم كانوا خارج مقار إقاماتهم خلال الخمس سنوات الماضية نتيجة للظروف الأمنية ونزوح أغلبيتهم نحو المناطق الحضرية لعاصمة البلدية، حيث لم يتبق بالبلدية التي كانت تضم 10 ألف نسمة غير ألفي و500 ساكن فقط، بعد تدهور الوضع بهذه المنطقة، حيث تم هجرانها بصفة كلية باستثناء قرية بني جرتن التي يعتمد سكانها على بعض النشاطات الفلاحية البسيطة وبعض النشاطات الرعوية والتي كانت مرتعا لفلول الجماعات الإرهابية، ولا يزال السكان يعتمدون على وسائل عيش بسيطة وبعض النشاطات الفلاحية وتربية المواشي في ظل انعدام أي مرفق تجاري أو اقتصادي بالمنطقة كاملة. أما فيما يخص مداشر الدغابجية، الحلايمية، البلاهتية، سيدي بوهني، فلا يوجد بها غير أكواخ مهجورة ومزارع متروكة، فضلا عن قلة الإمكانيات المادية لهؤلاء السكان الذين يعانون كثيرا من قساوة الطبيعة، حيث إن البلدية تقع عند سفح جبل الونشريس وتنعدم بها الكثير من المرافق الضرورية والخدمات الضرورية على غرار المؤسسات التربوية والمراكز الصحية وكذا النشاطات التجارية والاقتصادية. كما تعيش البقية عزلة تامة جراء غياب تام لوسائل النقل، حيث يعتمد كثيرا سكانها على منطقة الكريمة، حيث غالبا ما يبيتون بمنطقة بني بوعتاب لاعتبارات متعلقة بشروط الإقامة، ويفضلون التوجه إليها في الفترة الصباحية فقط لممارسة نشاطهم الفلاحي وتفقد ممتلكاتهم لا غير.