اعتمد حلاق من مدينة الأغواط وسيلة الأنترنت للترويج لأعمال ما يسمى بتنظيمي الجماعة السلفية للدعوة والقتال والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتهديد باسميهما من خلال إرسال بيانات إلكترونية مصحوبة بصور إرهابية لعدة جهات رسمية وطنية ودولية، بادعائه بأنه المكلف بالإعلام بمؤسسة الأندلس هيئة الإعلام التابعة للتنظيم الإرهابي الأخير، ما جعل بعض وسائل الإعلام السمعية البصرية العربية تبث معلومات على أساس أنها أخبار عاجلة أحدثت الرعب والفزع ببعض الدول التي تلقت بياناته التهديدية. “ع. أحمد” 37 سنة، حلاق بمدينة الأغواط مستوى السابعة أساسي حسبما جرى في جلسة محاكمته أمس بمحكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة، التي أدانته بعام حبسا نافذا مع دفع 100 ألف دج غرامة مالية عن تهمة التهديد بواسطة محررات وشعارات إرهابية وتبرئته من جناية الانخراط في جماعة إرهابية الغرض منها بث الرعب وانعدام الأمن، انطلقت قصته بتردده بداية من 2004 على مقهى الأنترنت بمدينة الأغواط وفتحه لبريد إلكتروني خاص به، كان يتبادل في بادئ الأمر بواسطته الرسائل مع بعض الأصدقاء، إلى أن تبادرت في ذهنه مراسلة بعض الدول العربية والغربية باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، باعتباره مكلف بالإعلام بمؤسسة الأندلس هيئة الإعلام، أين راسل في 2006 السفارة الأمريكية والكندية بالمغرب الأقصى، تلتهما في 2007 مصالح الأمن البلجيكية التي أطلعها على وجود أشخاص من جنسيات أفغانية ومغربية ينوون تنفيذ عمليات إرهابية ببلجيكا، كما هدد السلطات الإيطالية وأطلع مصالح الأمن الفرنسية بأن الجماعة السلفية للدعوة والقتال ستعمد إلى تفجير ثلاث مدن كبرى بفرنسا على طريقة تفجيرات 11 سبتمبر التي مست الولاياتالمتحدةالأمريكية. واغتنم “ع. أحمد” سوء التفاهم الذي حصل بين الجزائر ومصر بسبب مقابلة كرة القدم التي جمعت فريقيهما بمناسبة تصفيات كأس العالم، والأحداث التي تلتها، وراسل المركز الأمني للإدارة العامة والعلاقات، وشركة المقاولين العرب ووزارة الخارجية المصرية ليطالبهم بخروج كل المصريين من الجزائر وإلا سيقوم بعمليات انتحارية وتفجيرية بمصر، كما هدد القنصلية الفرنسية بمدينة عنابة في العديد من المرات، تارة باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتارة أخرى باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وأطلع المتهم وزارة الدفاع الوطني ورئاسة الجمهورية الجزائرية عن طريق بيان إلكتروني، عن وجود شركة أجنبية مقرها بمدينة الأغواط، يعمل لديها جواسيس من مختلف الجنسيات. وأنكر “ع. أحمد” التهم المنسوبة إليه مؤكدا أنه لا يحسن استعمال الإعلام الآلي، فيما أوضحت النيابة العامة في مرافعتها أنه رغم مستوى المتهم التعليمي، فهو يحسن استعمال الأنترنت، واعتبرت ما قام به من أعمال جريمة تقنية، وأفادت بأنه عمد إلى فتح عدة عناوين إلكترونية كان يغيرها في كل مرة وباستمرار و”تبنى عدة جهات إرهابية، باعتباره الناطق الرسمي لها”، مضيفة في السياق ذات أنه راسل عدة وزارات بداخل الوطن وخارجه، وأوضحت أن أعماله هذه بثت الرعب واللاأمن في الدول وهو ما “يشكل اعتداء معنويا على النظام والأمة والمجتمع”، حيث طالب حسب النيابة العامة في إحدى رسائله الإلكترونية بمبلغ 600 أورو، واستعمل صور تهديدية لجماعات إرهابية، والتمست النيابة العامة تسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا مع دفع غرامة 50 ألف دج ومصادرة القرص المضغوط الذي عثر عليه بحوزته.