قد يعتبر الرجال فضول زوجاتهم في رصد تحركاتهم خارج المنزل نوعا من تقصي الحقائق وكأنهم في قسم شرطة، واصفين إياهن بالفضوليات، يتدخلن في كل كبيرة وصغيرة، وهو الأمر الذي يسبب مضايقات ومشاكل وتذمر يصل في بعض الأحيان إلى الطلاق، في حين يجد هذا السلوك استحسانا عند البعض الآخر تمارس بعض النساء مهمة استجواب أزواجهن عن طريق إلقاء سيل من الأسئلة عليهم عند عودتهم مساء إلى المنزل. وفي محاولة منا لاستطلاع آراء البعض حول فكرة تأييدهم أو رفضهم لهذا السلوك، تحدثنا مع سمير، متزوج وأب لطفلين، التقينا به في شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، فقال إنه يتلقى استجوابا يوميا من طرف زوجته التي تصر على معرفة كل ما يجري معه في الخارج. ويقول شاب آخر، موظف بإحدى الشركات العمومية متزوج حديثا، إن زوجته غيورة عليه للغاية، فهي تقوم بالاتصال به عدة مرات في النهار لرصد تحركاته، مشيرا إلى أن فضول المرأة في معرفة حركات زوجها تكون قوية في الأيام الأولى من الزواج، أما بمجرد انقضاء سنوات منه يصبح شيئا غير محبب ويجعل الزوج منزعجا. من جهته، يقول السيد(م.ن) متزوج منذ 12سنة وأب لثلاث أطفال - بلهجة ساخرة - إن زوجته لا تكتفي باستجوابه عند عودته من عمله، بل تقوم بمراقبة حركات شفاهه وطريقة كلامه وملامحه لمعرفة إن كان يكذب عليها أم لا. عدوى الاستجواب والتحري تفرض رقابة على الهاتف لا تكتفي بعض النساء بمعرفة ما يجري خارج المنزل فقط، بل عدوى التحري تنتقل إلى المكالمات الهاتفية، وفي هذا الشأن روى لنا عبد الكريم - عون مكتب بمصلحة الضرائب - أنه يفقد كل اتزانه في الرد على بعض المكالمات التي تأتيه عندما يكون في المنزل ليس لأنه غير واثق من نفسه، بل بمجرد أن ينتهي من محادثته تتهجم عليه زوجته بطرح أسئلة كثيرة ، مثل “من المتصل؟”، أولماذا تحدثت بنبرة صوت منخفضة؟ أولماذا لم تتكلم أمامي؟.. ففي هذه الحالة، يضيف ذات المتحدث، “أنا اضطر لإقناعها أن المتصل هو رجل وليس امرأة”. رجال يصفون زوجاتهم بالفضوليات هناك بعض الرجال من لا يروق لهم تصرف زوجاتهم في طريقة التعامل معهم وكأنهم مجرمين وقعوا في قبضة الشرطة، حيث يصفهن البعض بالفضوليات، لأنهن يتدخلن أحيانا فيما لا يعنيهن. وفي هذا الإطار يقول علي، موظف بإحدى المؤسسات متزوج منذ 20سنة، إن النساء اللواتي يكن بهذا السلوك فضوليات، وهو يرشح زوجته بجدارة لتكون قاضي تحقيق أو ما شابه ذلك، مشيرا أنها لا تمل إطلاقا من التقصي عن الحقائق. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن بعضهن يتدخلن في أمور العمل، حيث يقول أحد التجار إن زوجته تتدخل في مبادلاته التجارية رغبة منها في معرفة قيمة أرباحه وفوائده التي يجنيها يوميا، ومعرفة مع أي زبون تعامل وغير ذلك.. حتى زميلات العمل لم يسلمن من التحقيق يمضي نبيل، موظف بإحدى شركات التأمين في سرد معاناته اليومية، فزوجته تسأله باستمرار عن شكل زميلاته في العمل، هل هن جميلات؟ وكم من فتاة عزباء تعمل معك؟ صغيرات أم كبيرات في السن؟، معربا عن تذمره واستيائه من هذا الوضع، لدرجة أن الأمور ازدادت سوءا بينهما وصلت إلى حد الطلاق. من جهته، قال صديقه إنه يعاني من نفس المشكل رغم أن زوجته تعده في كل مرة بتغيير طريقة تعاملها معه، إلا أنها لا تستطيع أن تغير من عادتها، قائلا:”اللي فيه طبيعة ما ينطبع”. بالمقابل هناك من تروق لهم أسئلة زوجاتهم، حيث يجد بعض الأزواج أسئلة الزوجات أمرا طبيعيا، كما أنه نوع من الاهتمام، فقد وجد عبد الحميد، أستاذ بالثانوية، أن من حق زوجته أن تسأل عن تصرفاته وأخباره، ولكن بالقدر المعقول، مبررا هذا السلوك أنه تدخل في أمور شخص قريب وليس غريب لا يمت لها بأي صفة. حرص المرأة على بيتها وعائلتها قد يدفعها لذلك هناك من الزوجات من لها مبرر قيامها بالتدخل في شؤون زوجها، حيث قالت منال، ربة بيت، إنها لا تجد في فضول المرأة على زوجها عيبا أو حتى ذنبا قد اقترفته، قائلة:”إن خوفي على عائلتي وحرصي على بيتي دفعاني لمعرفة تحركات زوجي وكل ماهو محيط به”. وتضيف حياة، متزوجة منذ عشر سنوات،”إن الفضول في معرفة ما يقوم به الزوج خارج المنزل لا يعتبر فقدانا للثقة، كما يظن أغلبهم، وإنما هو الفعل الأصح الذي ينبغي أن تقوم به أي امرأة تريد الحفاظ على بيت الزوجية..!”.