تسبب ارتفاع أسعار الذهب في البورصات العالمية في خلط أوراق العديد من الصائغين في الأسواق المحلية بعد الركود الحاصل في تجارتهم وأصبح الزبائن، خاصة المقبلون على الزواج، يكتفون بالنظر عبر واجهات محلات الذهب دون الاقتراب منها، حيث تجاوز سعر الغرام الواحد منه 4000 دج، ما جعل المواطنين يغيرون وجهتهم نحو شراء البلاكيور. أصبح سعر غرامين من الذهب يعادل مرتب موظف في ظل انتشار البطالة وتدني مستوى القدرة الشرائية ولهيب الأسعار، الذي لحق المواد الغذائية والملابس وغيرها، في الوقت الذي رمى الوضع بظلاله على باعة “الدلالة” الذين ينشطون دون محلات ويحملون كميات من الذهب في أيديهم، كما هو حال الباعة بسوق المدينةالجديدة، والذين أصبحوا في تعداد البطالين، في غياب الزبائن الذين كانوا يتوافدون عليهم بكثرة نظرا للتخفيضات التي يقدمونها، فيما أقدم الكثير من أصحاب المحلات على تغيير نشاطهم. وبالشارع الرئيسي للمدينة الجديدة، دخلنا إحدى المحلات لبيع المجوهرات، أين قال لنا صاحب المحل “إن تجارة الذهب اليوم لم تعد مربحة لغياب الزبائن، حيث أصبحنا لا نبيع مثل السابق وأكبر قطعة تباع لا يتعدى وزنها 6 غرامات، الأمر الذي بات يعجل بإفلاس الصائغين”، ليضيف أنه بعد تكدس المجوهرات بالمحلات فإن بعض الصائغين بالسوق أصبحوا يتاجرون في العملة الصعبة للاسترزاق. وقال صائغ آخر لنا، في هذا الصدد، “إنني غيرت اليوم طبيعة النشاط بعد التسهيلات التي استفاد منها الزبائن للشراء بالتقسيط المريح، وبالرغم من ذلك لازال الركود يطغى على التجارة لأن معظم الزبائن يسألون عن السعر، وبعدها يغادرون المحل دون عودة. فيما صرح عدد من الشبان، منهم محي الدين، المقبل على الزواج هذه الصائفة أنه أمام تأزم الوضع، وارتفاع سعر الذهب فقد اتفق مع خطيبته على أن لا يشتري لها الذهب وإنما يقدم لها مبلغا ماليا لتتصرف فيه كما تشاء، وهذا كمهر لها.. في الوقت الذي لجأت فيه الكثير من المقبلات على الزواج لشراء “البلاكيور” نتيجة وضعيتهم الاجتماعية والحاجة، وهذا حفاظا على ماء الوجه ليلة الزفاف أمام الأهل والأقارب والجيران.