أفادت برقيات دبلوماسية أمريكية نشرها موقع "ويكيليكس" أن "الطمع والغيرة والطموح سمموا العلاقات بين أفراد عائلة الزعيم الليبي معمر القذافي، وكثيرا ما دمروا مستقبل المسؤولين الذين وقفوا في الطريق" وعلى صعيد الثروة أظهرت البرقيات السرية أن "عائلة القذافي لديها 32 مليار دولار نقدا في عدة بنوك أمريكية بجانب استثمارات مهمة في لندن". وسجلت البرقيات الدبلوماسية أن "أبناء القذافي الخمسة لجأوا إلى التهديد واستخدموا العنف أحيانا سعيا لضمان فوز شركاتهم ومصالحهم السياسية"، وأكدت "وجود انقسام بين سيف الإسلام ثاني أكبر أبناء القذافي وخليفته المفترض وبين أشقائه الآخرين". وكشفت البرقيات أن "هناك قائمة بعدد من المسؤولين الذين أجبروا على الاستقالة أو أرسلوا إلى الخارج أو عزلوا من وظائفهم لرفضهم الاستجابة لطلبات أبناء القذافي". فقد استقال رئيس مجلس إدارة شركة النفط الوطنية خوفا من انتقام المعتصم رابع أبناء القذافي بعد أن رفض دفع مبلغ 1.2 مليار دولار طلبها المعتصم لإنشاء وحدة أمنية خاصة به. ونقل عن سفير صربيا لدى ليبيا قوله إن المعتصم "رجل دموي"، مؤكدا "رفض طلبه بشراء أسلحة ومعدات عسكرية". وأشارت إلى أن "عبدالله السنوسي، وهو مدير سابق للمخابرات الحربية وكان بمثابة مرشد لأبناء القذافي، نال حظوته لفشله في السيطرة على أبناء القذافي الأكثر إثارة للمشاكل، هانيبال الذي تم اعتقاله في سويسرا لاتهامه بإساءة معاملة خدمه، في الوقت الذي طار فيه الساعدي ثالث أبناء القذافي إلى روما ضد رغبة والده". وأشارت التقارير إلى أن "القذافي كلف ابنته عائشة بمراقبة أنشطة إخوتها. أما سيف العرب، أصغر الأبناء، فيعيش في ألمانيا ويقضي وقته في الحفلات، وهو ما يثير قلق السلطات الألمانية". ونشرت "ويكيليكس" أيضا تفاصيل اجتماع عقد في كانون الثاني الماضي بين محمد لياس، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الليبية للاستثمار، والسفير الأمريكي في طرابلس، أشارت إلى أن صندوق الثروة السيادية الليبي لديه (...) مليار دولار نقدا في بنوك أميركية عدة يدير كل منها ما يصل إلى (...) مليون دولار، ولديه أيضا استثمارات مهمة في لندن". من جانبها، نفت وزارة الخارجية الليبية أن يكون للعقيد معمر القذافي أرصدة مالية في سويسرا أو في أي بنوك أخرى في العالم، وطلبت من سويسرا أن تثبت أن للقذافي أي مبالغ مالية أو حسابات مصرفية في بنوكها أو في أي بنوك أخرى، مؤكدة أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية ضد سويسرا التي أعلنت، أمس الأول، تجميد أي أرصدة محتملة تخص القذافي وأسرته".