شهد يوم أول أمس احتجاجات سلمية قبل أن تتحول إلى مشادات مع أعوان مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني، والتي استقدمت من وهران، أمام مصنع الإسمنت بزهانة بولاية معسكر لغرض تفريق المعتصمين والحفاظ على ممتلكات الدولة والمواطنين. وبالرغم من أن غالبية الشباب المحتج أراد الحفاظ على المظاهرات والإبقاء عليها سلمية، إلا أن ثمة احتكاكات جعلت بعض الأشخاص يرشقون الدرك بالحجارة ويقطعون الطريق الوطني رقم 13 الرابط بين زهانة وولاية سيدي بلعباس، وكذا الإبقاء على مصنع الإسمنت لزهانة مغلقا أمام حركة نشاطه بمنع عماله من الدخول. واستنادا لمصادر محلية، فإن قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك قامت باستعمال القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين، غير أن ذلك لم يزد المعتصمين إلا تمسكا بمواجهات مع أعوان الدرك، الذين تحدثت مصادر في شأن اعتقالهم لعدد من الأشخاص الذين اعتبروا بمثابة رؤوس للتحريض على الشغب. ذات المصادر تحدثت عن وقوع إصابات بين صفوف المحتجين الذين نقلوا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات وتكون حالاتهم متعلقة بالإغماء الناتج عن استعمال القنابل المسيلة للدموع. من جهتها قوات مكافحة الشغب التابعة لجهاز الشرطة تنقل أعوانها من مقر الوحدة بمعسكر باتجاه زهانة، حيث عززت مواقعها أمام الأماكن الحساسة والمنشآت العمومية وكذا تلك التابعة للمواطنين تحسبا لأية انزلاقات قد تنجم عن غضب المحتجين، خاصة وأن مكان تواجد مصنع الإسمنت ليس ببعيد عن النسيج الحضري لبلدية زهانة. يحدث هذا في الوقت الذي يبقى المحتجون يطالبون بحضور الوالي شخصيا لإطلاعه على مشاكل التوظيف بالمصنع الذي تم تسخيره لفائدة أشخاص أجانب عن المنطقة.