أفادت جمعية أنيس لمكافحة داء السيدا أن ما بين ال 6000 وال 12 ألف امرأة على مستوى التراب الوطني حاملة لفيروس نقص المناعة المكتسب، مشيرة إلى أن نقص التوعية والتعبئة الجمعوية نحو الاتجاه لمراكز الاستقصاء والكشف على الداء تبقى أكثر العقبات التي تقف في وجه محاصرته ومنع انتقاله من الأم إلى جنينها في هذا السياق، أوضح رئيس الجمعية الدكتور اسكندر أنه تم تنصيب 70 مركز استقصاء وكشف طوعي عبر مصالح التوليد بمستشفيات الوطن، سعيا للوصول بالأم المصابة إلى التقدم لاستقصاء المرض عند ظهور البوادر الأولى للحمل. وعند أول استشارة طبية لها، في هذا الإطار تم تسجيل عديد عمليات التكفل بأمهات مصابات بداء نقص الولادة، حيث توبعت حالاتهن من أجل ضمان متابعة طبية دقيقة لأجنتهن. ورغم البرنامج الوطني الاستراتيجي لمكافحة الإيدز، تبقى نسبة الأمهات المصابات اللواتي وصلن لخدمة وقاية الأبناء من هذا المرض القاتل لا تتجاوز ال 8 بالمئة، وهي نسبة جد ضئيلة تتطلّب إعادة النظر الجدية في اتباع برنامج تعبوي لمختلف العناصر الفاعلة في عمليات التوعية من أخصائيين نفسانيين، إعلاميين، أطباء وحركات جمعوية تمكن من بعث محيط اتصال والإقناع بالكشف الطوعي عن داء السيدا عند بداية كل حمل، باعتبار أن خطر إصابة المرأة الحامل يعرّض جنينها للإصابة، وهو رقم آخر لحالات الإصابة بالسيدا في الجزائر، ما يعني أن مكافحة هذا الأخير لا يبقى طبيا فقط وإنما يتعدّاه ليتغلغل في عمق المجتمع، وهذا ما تسعى جمعية أنيس للوصول إليه، حيث ربطتها علاقات تعاون بالعديد من الجهات التي تعرف تواجد أشخاص حاملين للفيروس من أجل التوعية وتقديم العون الطبي المناسب، ناهيك عن حملات التعريف بالداء الذي يبقى من الطابوهات التي يتجنب الخوض فيها، ما اعتبر عقبة أخرى لم يتم بعد التخلص منها، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على جميع محاولات مكافحة هذا المرض القاتل.