عاشت ولاية باتنة، أول أمس، موجة من الاحتجاجات شملت عديد البلديات والمناطق، وعلى اختلاف نقاط الاحتجاج. فقد اجتمعت مطالب المحتجين على تحسين الظروف المعيشية وتفعيل برامج التنمية مع إخراج المواطنين ببعض الجهات من العزلة الخانقة والتهميش، فقد أقدم سكان بلدية "بومقر" على غلق مقر البلدية، صباح الخميس الماضي، ومنعوا الموظفين من الالتحاق بمناصب عملهم كان مطلبهم الأساسي توفير حصص كافية من البناء الريفي بالنظر إلى التعداد السكاني المتزايد بالبلدية واحتراف جل القاطنين بها أنشطة فلاحية متنوعة أشهرها غراسة المشمش والزيتون الذي حقق محصوله كما قياسيا في الموسم الماضي، حيث طالب السكان الغاضبون بتوفير ظروف الحياة الكريمة للفلاحين في إطار دعم سياسة تثبيت سكان الأرياف في خدمة حقولهم، كما أبدوا استياءهم من حصص السكن الريفي القليلة جدا بالمقارنة مع عدد الطلبات، كما أن المستفيدين من المساكن الريفية في مشاتي البلدية وقراها عزفوا عن استعمالها لعدم ربطها بالكهرباء الريفية، فيما اضطر عدد من الفلاحين وعائلاتهم إلى الإقامة في الظلام الدامس معتمدين على أساليب الإنارة التقليدية. واستمر إغلاق مقر البلدية من قبل المحتجين رغم خروج المسؤولين المحليين للتحاور معهم، وموازاة مع ذلك قام سكان حي شيدي بدائرة مروانة، في نفس اليوم، بإغلاق الطريق الوطني رقم 86 الرابط بين ولايتي باتنة وسطيف، وهو أكثر المحاور تعرضا للغلق من طرف المحتجين منذ ما يقارب الشهر. وقد استعمل العشرات من سكان حي شيدي الحجارة والمتاريس وأطر العجلات المطاطية المحترقة في شل حركة المرور لساعات طويلة، مطالبين الجهات المعنية بتعبيد الطريق الرابط بين مركز البلدية وحيهم الذي يفتقر بدوره إلى كثير من المرافق والتهيئة الحضرية. وكان سكان قرية بوخالفة قد طالبوا، بحر الأسبوع المنصرم، بمد شبكتي الغاز الطبيعي والصرف الصحي وتعبيد الطرق. أما ببلدية عيون العصافير التي تبعد عن مركز الولاية بعشرة كيلومترات، فقد قام مواطنوها بحركة احتجاجية مماثلة وأغلقوا الطريق الولائي رقم 15 بوضع العجلات المحترقة التي أوقفت النشاط المروري لنفس الطريق لمدة ساعات. وطالب المحتجون بتحسين خدمة النقل نحو عاصمة الولاية، لا سيما في الفترات المسائية. ويذكر أن ذات المطلب كان محل شكاوى متعددة من سكان عيون العصافير في الأيام القليلة الماضية، خصوصا التلاميذ والعمال. وإلى جانب ذلك شهد الخميس الماضي احتجاج سكان قرية أقرادوا بمروانة الذين عمدوا إلى غلق مقر البلدية، مطالبين بإصلاح مضخة البئر الارتوازي المعطلة منذ خمس سنوات تكبّد خلالها أزيد من 150 نسمة عناء جلب الماء عن طريق الصهاريج، وهي الأزمة التي استغلها باعة الماء لفرض أسعار خيالية على السكان، لا سيما في فصل الصيف.