تميل الكفّة يوما بعد يوم لصالح ثوار بنغازي في حربهم ضد كتائب العقيد الليبي معمر القذافي الذي تتحدث تقارير وكالات الأنباء العالمية عن تراجع كتائبه واستسلام عدد كبير منها، وهي التي كانت تسيطر على منطقة أجدابيا ومصراته، إلا أن القصف الجوي العنيف دفعها إلى التراجع وحتى تسليم عدد منهم لأنفسهم. في أربعينية الثورة الليبية، ذكر التلفزيون الرسمي الليبي نقلا عن مصدر عسكري أن الغارات استهدفت مناطق عسكرية ومدنية في سبها. كما نقل متحدث حكومي ليبي أن كتائب القذافي بين أجدابيا التي انسحبت منها أمس وسرت إلى الغرب، تعرضت لقصف عنيف شنته قوات التحالف. قالت وكالة فرانس براس إن بلدة بن جواد الليبية ،سقطت أمس في أيدي الثوار الليبيين والمعارضة تواصل التقدم غربا. ومن جهتها أعلنت القوات المسلحة الفرنسية أن طائرات حربية فرنسية دمرت خمس طائرات عسكرية ليبية ومروحيتين في القاعدة الجوية بمصراتة (200 كلم شرق طرابلس) خلال الساعات ال24 الماضية. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن وتيرة العمليات الجوية التي شنتها دول التحالف في ليبيا لم تنحسر يوم السبت، مع تسجيل 160 طلعة جوية مقابل 153 في اليوم السابق. استهدفت غارات جوية لقوات التحالف الدولي بلدة سبها جنوب العاصمة الليبية طرابلس ومناطق بين أجدابيا وسرت شرقا، في حين أكدت فرنسا تدمير طائرات تابعة لقوات العقيد معمر القذافي بقاعدة مصراتة الجوية. يأتي ذلك بعدما تمكن الثوار من السيطرة بشكل كامل على مدينتي أجدابيا والبريقة شرق البلاد. قالت رويترز عن شاهد عيان اسمه سعدون أن “قصف قوات القذافي توقف حينما ظهرت طائرات التحالف في سماء مصراتة”. وبوقت سابق قال شاهد العيان إن قوات القذافي شنت هجمات على مصراتة من جهتي الغرب والشرق وقصفت ميناء المدينة بقذائف الهاون والمدفعية. وأضاف أن القذافي “سحب قواته من أجدابيا والبريقة ليتمكن من وضع كل ثقله في مهاجمة مصراتة وتحقيق الفوز كي يتمكن من السيطرة على الغرب كله في مقابل خسارة الشرق كله”. وحسب حصيلة صادرة عن الوزارة للعمليات خلال الساعات ال24 الأخيرة، فإن ثلثي المهام الجوية المسجلة (96 مهمة) هي ضربات جوية، أما الباقي فهي طلعات تهدف إلى فرض احترام منطقة حظر جوي. وفي هذا الخصوص اتهم وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قوات القذافي بنقل جثث للضحايا التي تسقط بهجماتها إلى المواقع التي تتعرض لضربات الائتلاف للإيحاء بأنهم ضحايا قصف الحلفاء. ولا تزال قوات الائتلاف الدولي بقيادة فرنسا والمجلس الانتقالي الليبي الذي يهدف إلى الاطاحة بنظام القذافي وذلك من خلال شن غارات جوية مكثفة على القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي على الطريق الممتدة بطول 400 كلم بين أجدابيا وسرت شرق ليبيا. كما قالت مصادر إعلامية إن الثوار يسيطرون الآن على منطقة راس لانوف الليبية التي تعتبر منطقة مهمة جدا واستراتجية لما تتمتع به من ثورة نفطية وكانت قوات القذافي تسيطر عليها. مدينة الحدث اليوم : “راس لانوف “ راس لانوف مدينة متوسطية شمالي ليبيا على خليج سرت، وهي مقر مصفاة راس لانوف النفطية التي انتهى العمل إتمامها في 1984. والتي تملكها المؤسسة الوطنية للنفط، كما تستضيف المدينة مجمع راس لانوف للبتروكيماويات، كونها مدينة ذات بنية تحتية حديثة. وبلغ عدد سكانها قرابة 40.000 نسمة، وتعد راس لانوف جزءا من شعبية سرت وذلك منذ العام 1987، وتقع على بعد حوالي 600 كلم إلى الشرق من العاصمة طرابلس ونحو 100 كيلومتر غربي البريقة و36 كيلومترا غربي العقيلة ونحو 84 كيلومترا شمالي مرادة، ويوجد بها ميناء راس لانوف النفطي ومطاران نفطيان.