تعرف استعجالات مستشفى ابن رشد، حسبما كشفه رئيس مصلحتها، ضغطا فاق طاقة استيعابها، نتيجة التوافد المكثف لضحايا الاعتداءات وحوادث المرور، حيث تباشر ذات المصلحة يوميا أكثر من 5 عمليات جراحية لإنقاذ حياة الجرحى، وتسجل شهريا أزيد من 100 عملية جراحية، يتم توجيه أصحابها للمصالح المختصة، قصد فسح المجال لاستقبال المزيد من المرضى وسعيا لتوفير حسن التكفل بهم، عن طريق الإخلاء العاجل لغرفة الإنعاش والعلاج على السواء. ورغم هذه المجهودات، تبقى معاناة استيعاب الأعداد الهائلة من المرضى قائمة. وما زاد في تأزم الوضع، الاحتجاجات المتكررة للأطباء المقيمين وإضرابات الأطباء وطواقم التمريض، في كل مرة تدعو نقابتهم لذلك، علما أن استعجالات ابن رشد كانت محل وقوع العديد من الاشتباكات بين الطواقم الطبية وأهالي المرضى المجروحين، الذين يحدث أن يتوفى البعض منهم، ما يشعل فتيل مواجهات دامية، غالبا ما يتحمّل الطبيب المعالج نتائجها المؤسفة. وفي هذا السياق، طالب المسؤولون عن مصالح الاستعجالات، بضرورة تنصيب مركز أمني مجاور لمصلحة الاستعجالات، سعيا لحماية الأطباء والممرضين على السواء، من مخاطر الاعتداءات التي سبق وأن خلفت جرحى، نتيجة استعمال الأسلحة البيضاء في هذه المصلحة التي لا تحتوي غرف العلاج بها على أبسط معدات الإنعاش، مخافة تحطيمها أو سرقتها، ما يجبر الممرضين على الصعود للطابق الأول لجلب مختلف المعدات الطبية من الصيدلية لإنعاش ضحية ما وإنقاذ حياته. وفي ظل وضعية لم تتغير منذ سنوات باستعجالات مستشفى ابن رشد الجامعي، يبقى أن غلافا ماليا تم استغلاله لإعادة تهيئتها وتجديد غرف العلاج بها ما غيّر وجه هذه المصلحة، التي كانت فيما سبق مركزا لتكاثر الحشرات والجرذان، إلا أن الإنذارات المتكررة لوزير الصحة السابق، دفعت الإدارة لتخصيص مبالغ مالي لمختلف هياكل الاستعجالات، التي لا زالت تعاني من الشرخ الكبير بين الطبيب، الممرض والمريض وأهله على السواء.