في بعض الأحيان أحس بأنني في حاجة إلى البكاء والكتابة بالدموع عوض الحبر! جراء ما يحدث في الوطن العربي المسكين! ليبيا تتعرض للقصف المتواصل من طرف الغرب الذي يريد خلع القذافي من الكرسي بالقوة وهو يتمسك به ويجلس تحته مختبئا من القصف! والمعارضة تطالب الغرب بأن يكثف من القصف لإسقاط القذافي من هذا الكرسي وتنصيب المعارضة عليه بكل ديمقراطية! الغرب يقول إنه يقصف ليبيا بناء على طلب العرب.. عرب عمرو موسى وأمير قطر وملك السعودية! والجامعة العربية! فالعرب هم هؤلاء الذين يطلبون من الغرب قصف ليبيا لتحريرها من القذافي ولا يهم إن استعمروها هم كما استعمروا الخليج من قبل!؟ أمريكا قالت: إنها ضربت القذافي بما يزيد عن 199 صاروخ من نوع طوماهوك.. وأن الصاروخ الواحد سعره قرابة المليون دولار.. وأن أمريكا تطلب من الأممالمتحدة التي وضعت يدها على أموال القذافي في البنوك الأمريكية دفع فاتورة هذه الصواريخ التي استخدمت لتحرير ليبيا من القذافي! من الأموال المجمدة لليبيا! ولا ندري هل الصواريخ الطوماهوكية التي استعملتها أمريكا ضد القذافي هي الصواريخ التي انتهت صلاحيتها وتحتاج إلى تدمير فدمرتها أمريكا على رؤوس الليبيين وتأخذ من أموالهم المجمدة في أمريكا ثمن هذا التدمير؟! أم أن الأمر يتعلق بتجريب أمريكا لجيل جديد من الطوماهوك على أهداف حية.. والقذافي الذي هو يرجى من هذه التجارب الأمريكيةالجديدة للأسلحة هو الذي يدفع الثمن من الأموال التي وضعها عند أمريكا! صديقته التي ارتاح لها وسلم لها نصف سلاحه الذي اشتراه من الروس! الغرب فرح ويرقص هذه المرة لأنه يجرب الأسلحة الحديثة في أهداف حية وبأموال المضروب نفسه.. وبمباركة عربية واسعة شملت حتى المشاركة لدى بعهضم.. والتواطؤ من البعض الآخر وسكوت الآخرين! وحتى الشعوب العربية ترى أن ما يجري في ليبيا مسألة عادية وأن القذافي يستحق أكثر من هذا! ولأول مرة يتطابق موقف عرب جامعة عمرو موسى مع موقف حلف شمال الأطلسي! بل ويذهب الحلف الأطلسي إلى حد أن مجلس الأمن الدولي أعطى الشرعية القانونية للحلف الأطلسي لضرب ليبيا لأن العرب وعبر الجامعة العربية هم من طلبوا هذا الأمر!؟ ولأول مرة نسمع بأن مجلس الأمن الدولي أصبح أداة في يد الجامعة العربية! تأمره بالتحرك لضرب ليبيا فيفعل!؟ ترى لماذا لم يأخذ مجلس الأمن برأي الجامعة العربية عندما تعلق الأمر بقنبلة إسرائيل لقطاع غزة؟! إنه البله العربي الذي وصل إليه عرب الخليج وجامعة عمرو موسى؟! حتى قطر تحولت إلى دولة عظمى في المنطقة تساهم في قنبلة دولة عظمى أخرى تسمى الجماهيرية العظمى؟! وتريد تحويلها إلى دولة ديمقراطية على الطريقة القطرية.. بها قاعدة عسكرية كبرى (عديد) وقاعدة إعلامية تسمى الجزيرة! ويحكمها أمير هو وعائلته ويبدد أموال الإمارة على صناعة صورته الجميلة والحديثة عند الغرب وإسرائيل تحديدا؟! وعندما تتحول قطر إلى دولة كبرى تقود تحالفا دوليا عسكريا ضد ليبيا (العظمى) فهذا يعني أن كل الدول العربية الكبرى والصغرى تحولت إلى أصفار.. أو هي في الحقيقة أصفار ولم نكن ندري؟! حتى روسيا قيل إنها وافقت أو سكتت في مجلس الأمن على ضرب ليبيا.. لأنها تريد بيع السلاح إلى ليبيا مرة أخرى بعدما يقوم الغرب بتحطيم ما اشتراه القذافي من السلاح “خردة” بمئات الملايير من الدولارات على مدى 40 سنة!؟ فروسيا أيضا تريد تجديد سلاحها.. وتريد التخلص من الخردة الحربية ببيعها إلى أمثال القذافي بعد أن يتم تحطيم ما لديه من سلاح هو في الواقع خردة؟! ولهذا لم تستخدم روسيا الفيتو ضد قرار ضرب ليبيا؟! فرنسا أيضا.. كانت تتفاوض على بيع سلاح للقذافي تقدر قيمته ب5 ملايير دولار.. ومبادرة ضربها للقذافي قد تجعل الثوار حين يصلون للسلطة يشترون السلاح من فرنسا بأضعاف ما تطلب؟! وفرنسا أيضا لا يسمح مجالها الجغرافي بممارسة تمارين عسكرية على نطاق واسع كالذي تمارسه في ليبيا لتجريب بعض الأسلحة الجديدة.. وفاتورة التمرين العسكري تدفعها دول الخليج وخاصة قطر! هذا إذا لم تدفعه ليبيا من الأموال المصادرة في الغرب!؟ والمضحك المبكي في موضوع فرنسا وليبيا هو أن فرنسا بدأت تتحدث عن إعادة إعمار ليبيا بعد تحطيمها! وأن الشركات الفرنسية تحضر نفسها لأخذ حصة الأسد في مشاريع إعادة إعمار ليبيا بعد تحطيمها! إنه العار بعينه يا عرب الجامعة العبرية وليس الجامعة العربية!؟ حتى مؤتمر لندن حول ليبيا ظهرت فيه فكرة تقسيم ليبيا إلى قسمين: قسم فيه القذافي وقبائله.. وقسم فيه ثوار الجامعة العربية وقطر وفرنسا والحلف الأطلسي! ويجتهد الجميع عسكريا وسياسيا من أجل أن يضع الثوار أيديهم على معظم بترول ليبيا في الدويلة المقترحة.. على أن يحصر القذافي في الثلث الخالي من ليبيا.. ويضطر إلى صرف ال120 مليار دولار التي هي بحوزته سائلة في البنك الليبي يصرف هذا المبلغ على إعادة تسليح نفسه لمواجهة العدو الجديد وهو الدولة الليبية الجديدة؟! هذا هو حال العرب.. سفه في سفه! بترول يأخذه الغرب بأموال ورقية توضع عندهم في البنوك.. ثم يصادرون هذه الأموال ويستخدمونها في ضرب مدخريها عندهم! هذا هو حال العرب.. وهو حال يستحق الندب بالقرداش وليس بمخالب النسور؟! العرب بالفعل لا يستحقون سوى أن يكونوا أهدافا لتجارب الأسلحة الغربيةالجديدة فيهم.. وبأموالهم.. لأنهم أمة جاء الكتاب الأخضر بجهلها.. وجاءها أمثال معمر القذافي بالجهالة التامة؟!