شرعت المقاتلات الفرنسية، مساء أمس، في قصف مواقع العقيد القذافي. وقال ناطق عسكري إن الغارات حطمت مدرعات ليبية. وجاء أول تنديد على لسان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. تشارك في عملية القصف 20 طائرة وحاملة طائرات ''شارل ديغول''، المجهزة بالوقود النووي والتي تصل الشاطئ الليبي اليوم. وتساهم في العملية العسكرية فرقاطتا ''دوبلاكس'' و''أكونيت'' وحاملة الوقود ''لا موز''. وأعلن الناطق باسم هيئة الأركان الفرنسية، تيري بركارد، أن الناقلة تحمل طائرات من نوع ''رافال'' وسيوبر إتندار'' ووحدتين من نوع ''ميراج دي ''2000 واثنتين من ''ميراج ''52000 وأخرى من نوع ''أواكز''. وقبل ذلك قال الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، فور انتهاء قمة الحلفاء بباريس، إن ''الطائرات الفرنسية جاهزة من الآن للتدخل ضد دبابات القذافي''. وطلب من هذا الأخير الكف عن مهاجمة المدنيين واحترام لوائح الأممالمتحدة لتفادي ''الأخطر''. ليغلق في وجهه ''باب الدبلوماسية''، في كلمة مقتضبة، وأن الباب سيفتح بعد الكف عن الهجمات. ثم أضاف: ''نتدخل اليوم في ليبيا بتفويض مجلس الأمن للأمم المتحدة. مع شركائنا العرب، نقوم بحماية المدنيين من الجنون الإجرامي لنظام القذافي، الذي فقد شرعيته بإقباله على قتل مواطنيه''. وذكر بأن القذافي تجاهل اللائحة الأممية بمواصلة هجماته على المدنيين. ونشب خلاف بين بريطانيا وفرنسا في كيفية إدارة الحرب والدور الذي يوكل لحلف الناتو وحجم دعم الولاياتالمتحدة والعرب فيها. وكانت فرنسا عارضت فكرة تزعم المبادرة العسكرية من طرف الناتو. بل أرادها ساركوزي أن تكون المبادرة فرنسية، ليتحرر في معاقبة القذافي الذي هدد بكشف ملف تمويل حملته الانتخابية. كما رفضت فرنسا قطعا مشاركة الناتو في القصف الجوي الفوري بعد الانتهاء من الأشغال. لكن الطرف البريطاني والأمريكي إضافة إلى كنداوبلجيكا كانوا يريدون أن يكون التدخل طبقا لأحكام اللائحة ,1973 ولم تنبس كلينتون ببنت شفة عن مساهمة أمريكا في الحرب. وصرح الوزير الأول البلجيكي: ''من الواضح أن فرنسا ستتزعم العملية العسكرية الجوية في الفضاء الليبي''. وشرعت طائرات فرنسية من نوع ''رافال'' في التحليق في السماء الليبية ثم القنبلة لمواقع القذافي فور اختتام قمة أمس. فيما ذكرت كلينتون عن عدم نشر قوات برية أمريكية وأعلنت عن دعم حربي، دون تحديده. وترقبت تراجع أشخاص من شلته مع بداية العمليات. وحضر كل من رؤساء حكومات إيطاليا، إسبانيا، بولندا، كندا، دانمارك، هولندا، بلجيكا، اليونان والنرويج، وقد حضرت المستشارة أنجيلا ميركل الاجتماع، ربما من باب الفضول، على غرار الوزير البرتغالي. إضافة إلى عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، ووزراء خارجية قطر والإمارات العربية المتحدة والمغرب والأردن والعراق بصفته رئيسا دوريا للجامعة العربية. وباستثناء قطر، لم تعلن الدول العربية الأخرى عن مشاركتها في الحرب. وكانت فرنسا قد أعلنت عن مشاركة خمس دول عربية في الحرب ثم أربعة، بعد انسحاب مصر. كما شارك في القمة كل من بان كيمون، الأمين العام للأمم المتحدة، وكاثرين اشتون، رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، وهرمان فان رومبوي، رئيس المجلس الأوروبي، وأندرس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف الناتو. ولم يحضر الاجتماع أي مسؤول إفريقي، بالرغم من الإعلان عن الشكل الثلاثي للقمة أوروبي عربي إفريقي.