عادت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة لتنظر في إحدى قضايا القتل، والتي تورط فيها هذه المرة شخص من بلدية فوكة بتيبازة، وأزهقت فيها روح جاره لسبب كان بالإمكان تداركه بشيء من التسامح والعفو لم يكن ماضي المشاحنات والخلافات التي كانت تنشب بين المتهم والضحية، بعيدا عن النهاية المأساوية التي عاشها سكان منطقة حوض الرمان بفوكة ذات يوم من شهر ديسمبر من سنة 2007، حيث رسمت معالم الجريمة، حيث تقدمت فيه زوجة المتهم المسمى “خ. قادة” من مصالح الدرك للتبليغ عن تعرض منزلها للرشق بالحجارة من قبل المسمى “ح.احمد”، وهو الضحية في قضية الحال، ما جعل مصالح الضبطية القضائية تتنقل إلى عين المكان أين ألقت القبض على المشتبه فيه برشق منزل جاره. وبعد أخذ أقواله تم إطلاق سراحه، إلا أنه بمجرد خروجه التقى بزوج الشاكية الذي لم يتوان، وهو على بعض أمتار من مقر فرقة الدرك في الاعتداء عليه كردة فعل وانتقام مما بدر منه، ليتطور الأمر من مناوشات كلامية إلى استعمال الجار الغاضب لسكين وجه به عدة طعنات لغريمه أصابته في مقتل بعد أن وجهها نحو صدره ورقبته، بالرغم من تدخل أعوان الدرك الذين وقعت الجريمة تحت أنظارهم، إلا أن القدر كان أقوى من سلطتهم القانونية، ولفظ الضحية أنفاسه بعدها، حتى قبل أن يتم إسعافه بمستشفى القليعة الذي نقل إليه بالنظر لخطورة إصابته. ممثل الحق العام، بعد استرجاع تفاصيل الواقعة، عاد ليلتمس من هيئة المحكمة إدانة الجار القاتل بالسجن المؤبد، فيما عادت المحكمة في قرارها المنطوق بعد المداولات القانونية لإدانته بالسجن النافذ لعشرين سنة، علما أن قضيته سبق لها أن مرت في الدورة الماضية لمجلس البليدة أين حكم عليه ب 15 سنة سجنا نافذا، وهو الحكم الذي استأنفه قبل أن يصدر في حقه هذا الحكم الذي جاء أثقل من سابقه.