هل ما يحدث في سوريا اليوم ونتابع أخباره عبر الفضائيات هو الجزء السادس من مسلسل “باب الحارة” الشهير، الذي قيل إن شوارع إسرائيل تخلى من المارة ساعات بثه ؟ هل هو مسلسل من غير أبي شهاب ولا معتز ؟ الأكيد أن سوريا اليوم قسمت إلى أكثر من حارة، وارتفعت الأعداد المتابعة للمسلسل إلى أكثر من الجمهور العربي والإسرائيلي.. ما يحدث في سوريا اليوم أخطر من مناوشات حارة الضبع، وحارة الماوي. لم تعد مملكة الأسد آمنة، وها هي تغرق في فوضى أكبر من الفوضى التي عرفتها الجزائر، تلك الفوضى التي تخوف منها عبد الحليم خدام منذ سنوات عندما انتقد حركة المثقفين السوريين، الحركة التي تشكلت بعد الإفراج عن المساجين السياسيين من قبل الرئيس الشاب وبدأ يتحرك أعضاؤها وينتقدون الوضع، بعدما استبشر البعض خيرا في هذا الطبيب وتوقعوا أنه سيفتح أبواب التغيير أمام شعب سوريا العظيم. خدام اليوم يقف على باب الحارة المعادية لحارة الأسد، وها هي مدينة مسقط رأسه بانياس تنافس درعا في ربيع هذه الثورة، وقد تكون له يد في “جزأرة” الوضع في سوريا، حتى أن البعض يقول إن ما يقوم به النظام من بطش وتقتيل في بانياس إنما يفعله انتقاما من خدام. ولم يشفع للرجل أنه أفنى عمره في خدمة النظام البعثي الدموي. الصورة القادمة من سوريا قاتمة بسبب التعتيم الإعلامي للقنوات السورية من جهة، وللتهويل الذي تمارسه باقي الفضائيات التي تفرغت للقيام بدور ضباط الانقلابات الدكتاتورية، ما يصعب قراءة واقعية للأحداث، فسوريا أغلقت المنافذ أمام الصحفيين، ومنذ أيام منع صحفي من صحيفة جزائرية من الدخول إلى سوريا لتغطية الأحداث، والصور الوحيدة التي تصلنا هي صور هواتف محمولة، لا ندري الخلفية الحقيقية لأصحابها، حتى أن بعض الفضائيات صارت تأخذ من المشهد العراقي صورا بشعة وتدعي أنها أحداث تجري في بانياس. سوريا لم تعد قلعة الممانعة، فبقدرة قادر لم تعد إسرائيل العدو الأول لسوريا، ولم يعد الجولان معركتهم الأولى ، ولا لواء الإسكندرونة، سوريا اليوم جرح مفتوح على كل الاحتمالات، قوافل من القتلى، ونظام لا يتوانى في زرع الرعب وسط أبناء حارته ؟؟