تشهد الواجهة البحرية لبلدية أعفير، الواقعة بأقصى شرق ولاية بومرداس، والمتواجدة على حدود ولاية تيزي وزو على امتداد الطريق الوطني رقم 24، استفحال ظاهرة استهلاك المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات بشكل رهيب نتيجة الانتشار المذهل للحانات والمخامر غير المرخصة وعلى وجه الخصوص بمنطقتي “الحصار” و”ليصالين” الساحليتين بذات البلدية، وذلك بالموازاة مع إعادة فتح الطريق الوطني الرابط بين بلدية دلس ببومرداس وتيڤزيرت بتيزي وزو. والأخطر من ذلك هو تحول الحانات التي يزيد عددها عن 6 مخامر، إلى بيوت دعارة وأوكار لممارسة الرذيلة وفساد الأخلاق، الأمر الذي أدى إلى تسجيل عدة اعتداءات جسدية راح ضحيتها سكان المنطقة الذين حاولوا التصدي لبعض الغرباء من مرتادي المخامر الذين أخلوا بالنظام العام وانتهكوا حرمة المنطقة. وحسب مصادر “الفجر”، ينتشر عبر ساحل البلدية ما يزيد عن 6 مخامر أو ما يعرف البعض منها ب”المحشاشة”، مترامية عبر منطقتي الحصار وليصالين التي تحتوي العديد من المواقع لبيع واستهلاك المخدرات والمشروبات الكحولية، حيث يستغل تجار المشروبات الكحولية غياب الرقابة من طرف المصالح والسلطات المختصة، من أجل ممارسة نشاطهم غير المشروع، وينشطون بطرق عشوائية وغير قانونية، الأمر الذي انعكس سلبا على النظام العام والآداب العامة. وأضافت ذات المصادر أن الأمر ازداد خطورة بعد تحول المنطقة إلى أوكار للدعارة ومكان لممارسة الرذيلة وفساد الأخلاق بشكل يستدعي للقلق، خصوصا بعدما تم تسجيل عدة اعتداءات بأسلحة بيضاء من طرف منحرفين راح ضحيتهم ثلاث ضحايا في ظرف شهرين فقط، آخرهم مواطن تعرض لاعتداء بسلاح أبيض من قبل مخمورين بعدما حاول منعهم من الجلوس أمام منزله، حيث كانوا يقومون بتصرفات غير أخلاقية كانت سببا في حدوث ملاسنات ومناوشات كلامية بين الطرفين، قبل أن يقوم أحدهم بتوجيه سكينه نحو الضحية ويقوم بطعنه بعدة طعنات في مناطق مختلفة من أنحاء جسده، تاركين إياه يسبح في بركة من دمائه، متجاوزين بذلك الآداب العامة ومختلف أعراف المنطقة المحافظة. وأشارت المصادر ذاتها إلى تخوف السكان من تفاقم الوضع بعدما دخلت “بائعات الهوى” إلى إقليم البلدية بشكل ملفت للانتباه، دون ذكر التجاوزات والشجارات اليومية التي تحدث داخل وخارج الحانات بين مرتادي هذه الأخيرة الذين يكون معظمهم في حالة “لاوعي”. وما زاد الطين بلة، حسب مصادرنا، التجاوزات التي تحدث يوميا أمام الملأ، حيث يتجرأ في العديد من المرات أشخاص مخمورون على معاكسة النساء والفتيات دون أن تتدخل السلطات المعنية للحد من هذه التجاوزات التي راحت ضحيتها عائلات أعفير المحافظة. وفي سياق متصل، ذكرت مصادرنا أن الظاهرة تهدد نجاح موسم الاصطياف الذي على الأبواب، مؤكدين أنه سيتسبب الوضع حتما في عزوف المصطافين وبالخصوص العائلات عن شواطئ البلدية ذات الطبيعة الخلابة. وفي المقابل يبقى سكان المنطقة محرومين من حقهم في التنزه والاستجمام رفقة عائلاتهم إلى غاية إشعار آخر، أي بعد تطهير المنطقة من مختلف الآفات الإجتماعية.