منعت مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب الآلاف من طلبة الصيدلة وجراحة الأسنان الذين اعتصموا صباح أمس وحاولوا تنظيم مسيرة والخروج إلى الشارع بعدما أحكمت قبضتها على مداخل ومخارج المستشفى الجامعي مصطفى باشا الجامعي عززت مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب من تواجدها صباح أمس أمام المستشفى الجامعي مصطفى باشا، وغلقت كل المنافذ بما فيها مخارجه ومداخله، مانعة بذلك أي محاولة لطلبة الصيدلة وجراحة الأسنان للخروج إلى الشارع والتجمهر، حيث في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا، تجمع الآلاف من طلبة الصيدلة وجراحة الأسنان داخل المستشفى الجامعي مصطفى باشا، وشرعوا في ترديد الشعارات والهتافات منددين بموقف وزاراتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والسكان، اللتان تجاهلتا مطالبهم المتعلقة بعادة مراجعة منظومة التكوين ومنح شهادة دكتوراه بعد نهاية التكوين، ولجأ الطلبة إلى إطلاق العنان لأصواتهم والمطالبة برحيل وزير الصحة جمال ولد عباس ومن بين ما ردده الطلبة “يا للعار، يا للعار، الوزارة بلا قرار“، و“كلنا متضامنون صيادلة غاضبون“، “ارحل يا عباس، ارحل يا عباس“. وقال طلبة الصيدلة في تصريح ل“الفجر“، إن الإضراب سيتواصل والحركة الاحتجاجية مستمرة حتى تتحقق المطالب، ويجب على الوزارة التكفل بها منددين “بتواطؤ الإدارة التي حاولت العديد من المرات كسر الاحتجاج“، مؤكدين أن القرار بيدهم وليس بيد الإدارة أو الوزارة، معتبرين أن مصير ما يقارب 10 آلاف طلب تخصص صيدلة هم من يقرره، مطالبين في ذات السياق، ببعث تخصص الصيدلة الصناعية لمواجهة احتكارها من طرف جهات تريد إحكام قبضتها عليه. أما طلبة جراحة الأسنان، فتركزت مطالبهم خلال الوقفة الاحتجاجية داخل مستشفى مصطفى باشا الجامعي، على ضرورة منح شهادة دكتوراه بعد نهاية التكوين وإعادة إصلاح منظومة التكوين، ليقوم بعدها هؤلاء بمسيرة داخل المستشفى، محاولين كسر الطوق الأمني الذي ضربته مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب، لكنها واجهتهم بقوة واعترضت سبيلهم أمام كل مخارج المستشفى، حيث توزعت شاحنات قوات مكافحة الشغب على مستوى محيط المستشفى وشوهدت قرابة 40 شاحنة تابعة لقوات حفظ النظام مرابطة بالمكان تحسبا لأي محاولة تهدف إلى الخروج إلى الاعتصام خارج المستشفى، لكن رغم محاولات الطلبة، إلا أنهم لم يستطيعوا مواجهة أصحاب البذلة الزرقاء لما اغتنموا فرصة الاشتباك مع زملائهم على مستوى المدخل العلوي لمستشفى مصطفى باشا، ونزلوا مسرعين لفك الحصار، والخروج إلى الشارع من جهة المدخل الخاص بالاستعجالات، لكن قوات الشرطة صدت الأبواب، وشكلت حزاما أمامهم ليدخل الطرفان في اشتباكات على وقع شعارات “يا للعار، يا للعار الطلبة في حصار“. وبعدها، جلس المحتجون على الأرض واستمروا في ترديد الشعارات مستخدمين مكبرات الصوت أمام ذهول وحيرة المواطنين والمرضى الذين كانوا يقصدون المستشفى، ولم تقتصر التعزيزات الأمنية على مستوى مداخل ومخارج المستشفى، بل اعتمدت مصالح الأمن إستراتيجية الطوق الأمني الموسع حتى في ساحة أول ماي والطرق والشوارع المحاذية لمنع أي محاولة لهم إخراج الاعتصام وتحويله إلى مسيرة مثلما كان الحال عليه الأربعاء المنصرم لما تمكن الأطباء المقيمون وبسبب استفزازات مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب من تحويل الوقفة الاحتجاجية من أمام مقر رئاسة الجمهورية نحو ساحة أول ماي.