شبح السنة البيضاء يخيّم وإصرار على تجسيد الوعود تجمهر المئات من طلبة الصيدلة وجراحة الأسنان، أمس، أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ببن عكنون، احتجاجا على عدم تجسيد أهم مطالبهم البيداغوجية التي أضربوا من أجلها منذ شهرين ونصف. وطوّقت قوات الأمن صباحا مقر الوزارة، الذي توافدت على بوّابته الرئيسية حشود من طلبة كلية الصيدلة وجراحة الأسنان، وهم يرتدون المآزر البيضاء ويحملون لافتات تطالب بتجسيد وعود الندوة الوطنية لعمداء كليات الطب. وهتف المحتجون ''الطالب في خطر''، و''يجب إنقاذ طلبة الصيدلة وجراحة الأسنان'' و''نريد تجسيد الوعود''. وقال أحد طلبة الصيدلة ل''الخبر''، إن ''الوضع لم يعد يحتمل، فنحن ننتظر أن يتم التكفل بأرضية مطالبنا التي خرجنا من أجلها إلى الشارع منذ الفاتح مارس، ودخلنا في إضراب مفتوح''. أما إحدى طالبات جراحة الأسنان، فتقول ''صحيح أن الندوة الوطنية لعمداء كليات الطب تكفلت بمطلب استحداث دكتوراه جراحة الأسنان، لكن أهم مطالبنا لم تجسد بعد''. وأوصد الطلبة المحتجون بوّابة الوزارة منذ الساعة العاشرة صباحا، وعلّقوا عليها لافتات عريضة. وطالب طلبة الصيدلة بضرورة فتح العدد الكافي من مناصب التخصص، وأن يتم فتح تخصص الصيدلة الصناعية، وهما مطلبان لم تتكفل بهما الندوة الوطنية لعمداء كليات الطب. ويصرّ المحتجون الذين أسسوا تنسيقية طلبة العلوم الطبية، التي تضم طلبة الصيدلة وجراحة الأسنان وبعض طلبة الطب، على عدم العودة إلى مقاعد الدراسة حتى يتحصلوا على كامل مطالبهم. أما ممثل طلبة جراحة الأسنان سليم حماش، فأوضح بأن الوزارة الوصية لم تتكفل بمطلبنا البيداغوجي الخاص بفتح مصلحة جراحة الأسنان في مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة أو في غيره، من أجل إجراء التربصات الميدانية. وجدّد المتحدث مطلب إعادة دراسة ومراجعة القانون الأساسي لطلبة جراحة الأسنان. واحتج المعتصمون على غياب الوسائل والأجهزة اللازمة لتكوينهم على مستوى الكليات، وطالبوا بضرورة أن تتم مراجعة العدد الأقصى للطلبة الذين بإمكانهم دراسة تخصص جراحة الأسنان. وقرّرت التنسيقية الخروج إلى الشارع اليوم، من خلال تنظيم مسيرات وطنية في مختلف الولايات التي تضم كليات علوم طبية وعددها 11، من أجل التنديد بالوعود التي لا تجسد ميدانيا، وتهدّد مصير الطلبة بشبح السنة البيضاء.