قال خبراء الاقتصاد الدولي إن خطة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد فشلت من الناحية الاقتصادية، فور إعلان تنظيم القاعدة مقتل زعيمها، أسامة بن لادن. وقد كانت الخطة تعتمد إيقاظ الدولار أمام الأورو، وتخفيض أسعار الفضة والذهب ومختلف المعادن النفيسة. أفاد تقرير منصة “إي.بي.اس” للتداول الإلكتروني، تقليص عملة الأورو لخسائرها مقابل الدولار، حيث استقرت بيانات البورصة عند المنطق الإيجابي للأورو، الذي سجل 1.4156 دولارا لدى إغلاقات أول أمس. وأوضحت البيانات النتائج الإيجابية والتقدم الطفيف الذي حاز عليه الأورو بنسبة 0.3 بالمئة، ناتجة عن تباين بيانات طلبات البطالة ومبيعات التجزئة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تراجعت إعانات البطالة بشكل حاد، الأسبوع الماضي. كما سجلت تجارة التجزئة أقل زيادة خلال شهر أفريل، مقارنة ب 9 أشهر مضت، وذلك أيضا ناتج عن تراجع الطلب على الدولار لضمان الائتمان من قبل الدول النامية، بعد أن سجل الطلب على الدولار تزايدا متفاوتا، بإقبال العرب عليه بدرجة أولى. غير أن نبأ مقتل بن لادن الذي أذاعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يوم 2 ماي الجاري، لم يشفع لواشنطن، كي تعوض ديونها الخارجية، كما أنه لم يشفع لليابان التي توقّعت تعويض خسائر الزلزال الذي ضربها منذ أسابيع. وقال الخبراء إن الخطة قد حيكت بين واشنطن واليابان لرفع قيمة الدولار وضمان فعاليته لرفع درجة الإقبال عليه، وكذا تخفيض أسعار الفضة والمعادن النفسية، لا سيما الذهب الذي يعد مؤشرا للنمو الاقتصادي وانتعاش العملات في العالم، إلا أن تنظيم القاعدة ولدى تأكيده مقتل بن لادن، بحر الأسبوع الماضي، أسقط كل هذه التوقعات وقضى على خطة أوباما من الناحية الاقتصادية، وأعلن أيضا تراجع الدولار أمام الأورو. وفي سياق متصل، أوضح خبراء أوروبيون أن إعلان تنظيم القاعدة أخلط أوراق الرئيس الأمريكي ونظيره الياباني، بالنظر إلى وعود الانتقام التي زرعها التنظيم، وخوف الدول النامية والعرب من عدم استقرار الاقتصاد الأمريكي في حال تسجيل ردود فعل انتقامية عنيفة قد تعصف بالدولار، خصوصا وأن أزمة القروض البنكية خلال 2008، لا تزال مرسومة في أذهان العالم والدول النامية بصفة خاصة، بما أنها تعاني التبعية، منها الجزائر، التي تتعامل بالدولار والأورو، وهي رهينة تغيرات العملتين. ويقول المحللون في هذا الشأن إن ما يحدث يؤكد فشل مزاعم أوباما لإنعاش الاقتصاد الأمريكي، وإن كان قد أحسن اختيار الوقت لإعلان مقتل بن لادن، فإنه وبحسب الأوروبيين، لم ينتبه إلى مخاوف الدول المتعاملة معهم، التي لم تضمن سيولتها المالية ولم تأتمن على إيداعاتها لدى البنوك الأمريكية، بسبب ما حدث في أزمة 2008، لذلك فإن أية خطوة تُهدد استقرار هذه الدولة ينعكس سلبا على تعاملاتها الخارجية. ولعل أهم ما ميّز هذه المرحلة التي تمتد على أسبوعين من بداية شهر ماي، التغيرات الخطيرة في بورصات المعادن والعملات، رجحت في الأخير الكفة للأورو على حساب الدولار، وأعلنت تدرّج الذهب والفضة إلى مستويات منخفضة.