قالت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية إن هناك مهمة هامة تنتظر الرئيس باراك أوباما في جولته الأوروبية، لا تقل أهمية عن المواضيع الأخرى التي تتضمنها أجندته، وتشمل دعم الإصلاحات في مصر وتونس وتوفير دعم اقتصادي دولي لهما، وأيضا إقناع الأوروبيين بعدم التصويت في الأممالمتحدة لصالح إعلان الدولة الفلسطينية وتضيف الصحيفة أن مهمة أوباما هذه تأتي بعد أن قال أوباما لإسرائيل الأحد الماضي إن الوقت قد حان لأخذ “قرارات صعبة” بشأن السلام مع الفلسطينيين قبل أن تطرأ على المنطقة تغيرات قد تجعل من الصعب على إسرائيل التوصل إلى اتفاق. وكان أوباما قد قال، في كلمته الموجهة للشرق الأوسط الأسبوع الماضي، إن الخطط الجارية لإجراء تصويت بالأممالمتحدة على دولة فلسطينية في سبتمبرالقادم لن تحقق شيئا للشعب الفلسطيني. ووصف التحرك للتوجه إلى الأممالمتحدة بأنه محاولة فاشلة لعزل إسرائيل وأن بلاده لن تساند ذلك التحرك. وتقول الصحيفة إن تركيز أوباما ينصب الآن على إقناع الدول الأوروبية الثلاث التي سيزورها بعدم مساندة جهود إعلان الدولة الفلسطينية التي تكتسب زخما دوليا متزايدا. وتنسب إلى محللين قولهم إن العامل الأساسي الذي سيساعد أوباما في إقناع الأوروبيين بعدم دعم التصويت على الدولة الفلسطينية، هو بروز علامات على عودة الحياة إلى عملية السلام المجمدة. يقول ستيفن كوهين، وهو رئيس معهد الشرق الأوسط والتطوير في نيوجيرسي بالولايات المتحدة إن الأوروبيين لن يعدلوا عن مساندة الدولة الفلسطينية إلا إذا “رأوا شيئا آخر يحدث، ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسيشعر الأوروبيون بأن عليهم التصويت لصالح الدولة الفلسطينية”. وتمضي الصحيفة في أن لا أحد يشك في أن التصويت على الدولة الفلسطينية سيحصل على الأغلبية بالجمعية العمومية للأمم المتحدة، نظرا لوجود عدد كبير من الدول النامية والإسلامية التي تناصر هذا التوجه، لكن ما لا يريده أوباما هو تصويت يتميز بثقل غربي. رئيس معهد الشرق الأوسط والتطوير يرى أن الكرة الآن بالملعب الإسرائيلي، وعلى الساسة الإسرائيليين أن يقرروا إذا كانوا حقا يريدون الوقوف وراء سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تقوم على المواجهة مع إدارة أوباما. فكوهين الذي يتردد على المنطقة العربية باستمرار وعمل مستشارا لشؤون المنطقة العربية لعدة إدارات أمريكية، يقول إن خيار نتنياهو بإعلان رفضه منهج أوباما بالعودة إلى حدود 1967 واختياره البيت الأبيض لذلك الإعلان، يعني أنه ليس هناك من يستطيع ثنيه عن عزمه ذاك إلا السلطة السياسية الإسرائيلية. وكان نتنياهو قد جادل بأن المصالحة الفلسطينية الأخيرة بين حماس وفتح لا توفر ظروفا مناسبة لاستئناف مفاوضات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي كلمته أمام الكونغرس، عمق نتنياهو من حدة التناقض بينه وبين أوباما، حين أعلن صراحة رفض مقترح أوباما للقبول بحدود 67، كما لم يمنع حاجز الممانعة المتمثل في منظمة أيباك التي تضم اللوبي المؤيد لإسرائيل بالولايات المتحدة ولا تؤيد نتنياهو في سياسته من إطلاقه لتصريحات جد قوية لا تصب في سياق الخطاب الذي كان ألقاه أوباما قبل أيام، ورحب أعضاء الكونكرس الامريكي بخطاب نتنياهو بشكل مبالغ فيه كأنهم أرادوا تأكيد تأييدهم المطلق لإسرائيل وقوبلت تصريحاته بتصفيقات وترحيب جد حار من قبل أعضاء الكونغرس الأمريكي. من جهته، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنه سيسعى للحصول على اعتراف من الاممالمتحدة بدولة فلسطينية إذا لم يحدث تقدم في عملية السلام بحلول سبتمبر. وتابع متحدثا في اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله أن رؤية رئيس الوزراء الاٍسرائيلي بنيامين نتنياهو للسلام التي عرضها في كلمته أمام الكونغرس الامريكي يوم الثلاثاء لا تتضمن أي شيء يمكن البناء عليه.