تعيش بلدية آيت نوال أومزادة، الواقعة بأقصى شمال ولاية سطيف، وضعا متأزما وحركة احتجاجات لم تشهدها ولاية سطيف، امتدت على مدار 58 يوما كاملا، حيث أصر المحتجون على تنحية رئيس المجلس الشعبي البلدي، وحل المجلس، نتيجة الركود التنموي الكبير الذي تعيشه المنطقة. وفي آخر التطورات لهذه الحركة الاحتجاجية، أغلق صباح أمس المئات من سكان “آيت نوال أومزادة” مقر دائرة بوعنداس، وطردوا الموظفين، مطالبين بتدخل السلطات العليا للبلاد لإيجاد حل سريع للجمود الذي تعيشه المنطقة منذ فجر الاستقلال. ومازاد من غضب المواطنين، هو الحل الترقيعي الذي قام به رئيس البلدية بنقل فرع البلدية الى آيت خلاد، والضغط على عمال عقود ما قبل التشغيل بالعمل، وسط سكوت مطبق من طرف السلطات الولائية. وفي خطوة لامتصاص الغضب الشعبي، اتصل والي ولاية سطيف برئيس أمن دائرة بوعنداس أمس، وطلب من المحتجين تشكيل ممثلين عنهم والتوجه إلى مقر الولاية من أجل فتح صفة مفاوضات جديدة، لكن المحتجين رفضوا الجلوس مرة ثانية مع الوالي الذي قدم لهم وعدا، حسب تأكيداتهم، ولم يف، الأمر الذي جعلهم يبلغون الوالي بأن لهم مطالب يجب أن تتجسد على أرض الواقع، ويأتي في مقدمتها رحيل رئيس البلدية وحل المجلس الشعبي البلدي، حيث أمهلوا الوالي مدة 24 ساعة من أجل إيجاد حل سريع أو تصعيد حركتهم الاحتجاجية. وقد هدد العشرات منهم بالانتحار الجماعي في حالة بقاء السلطات مكتوفة الأيدي، حيث أكد لنا بعض السكان الغاضبين بقريتي أومزادة وآيت نوال، أن الأوضاع المعيشية القاسية هي التي دفعت بهم إلى الاعتصام، وعدم مغادرة مقر البلدية منذ 2 ماي وسط الحرارة المرتفعة، مطالبين بضرورة رحيل رئيس البلدية الذي، حسبهم، لم يقدم شيئا للبلدية.