أقدم سكان بلدية آيت نوال مزادة الواقعة بأقصى شمال ولاية سطيف، أمس، على غلق الطريق الوطني رقم 75 بمدخل مقر دائرة بوعنداس، بالمتاريس والحجارة، وهو ما تسبب في شل حركة المرور لساعات طويلة. وجاءت هذه الحركة احتجاجا على قرار بناء مشروع الثانوية الجديدة بمنطقة تيزي المال، حيث أن المشروع انطلق منذ أكثر من سنتين، بعد إعلان الوالي السابق خلال زيارته الميدانية عن منح هذه البلدية النائية ثانوية لرفع الغبن والمعاناة عن عشرات التلاميذ الذين يتحملون مشقة معنوية ومادية كبيرة بسبب اضطرارهم للتنقل عشرات الكيلومترات من أجل مزاولة الدراسة بثانوية ببوعنداس، والتي تعاني من اكتظاظ كبير وانعدام ظروف التمدرس الجيدة، وبسبب الصراعات والانقسامات بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي الذين يمثلون ثلاث قرى بيلدية آيت تيزي، تم اقتراح عدة أماكن لبنائها، وفي النهاية أصبح الصراع على منطقتين هي بوعاصم وتيزي المال، حيث أن الجهة التي تدافع عن منطقة بوعاصم تتحجج بكون المنطقة قريبة من السكان، في حين يقول المعارضين إن منطقة تيزي المال ستفيد مستقبلا سكان البلدية، على اعتبار أنها تقع بمحاذاة الطريق الوطني، كما أن العديد من المشاريع تم بناؤها في هذه المنطقة، هذا فضلا عن كون منطقة بوعاصم منطقة غابية وملكيتها تابعة لمحافظة الغابات. وحسب آخر المعلومات، فإن الجهات التقنية التابعة للولاية قررت بناء المشروع في منطقة تيزي المال لتوفره على الشروط اللازمة، وهو ما أثار حفيظة المعارضين الذين أغلقوا الطريق في بلدية بوعنداس التي تعتبر مركز الدائرة، ولم تقتصر هذه الصراعات على الثانوية فحسب، بل أثرت سلبا على مجال التنمية بهذه البلدية التي شهدت في وقت سابق عدة احتجاجات.