اغتنم العاهل المغربي محمد السادس، فرصة احتفال الجزائر بعيد استقلالها الوطني ال49، المصادف ليوم 5 جويلية، لتوجيه التهاني للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وللشعب الجزائري، ثم العودة إلى الحديث عن العلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة العمل على ترقيتها وإعطائها دفعا جديدا ووضع كل الخلافات جانبا والدعوة إلى إعادة فتح الحدود بين البلدين حتى يستأنف اتحاد المغرب العربي حركيته. وأكد الملك محمد السادس على حرصه القوي للعمل مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من أجل إعطاء دينامية جديدة لعلاقات التعاون والتضامن الفاعل بين البلدين، حيث شدد الملك محمد السادس، في رسالة تهنئة موجهة إلى الرئيس بوتفليقة بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال والشباب، على مواصلة العمل مع نظيره الجزائري من أجل تجاوز العوائق لإعطاء دينامية جديدة لعلاقات التعاون الثنائية، والتضامن الفاعل بين البلدين على المستوى الثنائي أو في إطار اتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي. وأوضح العاهل المغربي أن “في ذلك خير وفاء للأرواح الطاهرة ولتضحيات رواد الكفاح المشترك من أجل الاستقلال، وخير تجاوب مع تطلعات الأجيال الحاضرة والقادمة لتحقيق التقدم والتنمية والعيش الكريم في ظل الإخاء والوئام والوحدة والتكامل والاندماج”، معربا عن الاعتزاز بأواصر الأخوة الصادقة بين الشعبين الشقيقين والمصير المشترك، مستحضرا ملاحم التضحية والكفاح التي جمعت المغاربة وإخوانهم الجزائريين لتحقيق تطلعات البلدين في الوحدة والحرية والاستقلال. وطلب العاهل المغربي من الرئيس الجزائري التجاوب مع دعوته إلى إعادة فتح الحدود وبدء صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، لاستئناف اتحاد المغرب العربي حركيته باتجاه اندماج بلدانه الأعضاء وتحقيق التكامل الاقتصادي المنشود منذ الإعلان عن تأسيسه في مراكش عام 1989، مع العلم أن الحدود البرية بين البلدين تم غلقها عام 1994 من طرف المملكة المغربية، عقب وقوع اعتداء إجرامي بأحد فنادق مراكش، حيث لجأت الرباط بعدها إلى فرض تأشيرة الدخول إلى أراضيها على الجزائريين. وتشهد العلاقات بين الجزائر والمغرب خلال الأشهر الأخيرة، انتعاشا معتبرا تجسدت في الزيارة المتواصلة للوفود الرسمية بين البلدين في إطار التعاون الثنائي بينهما وتبادل الخبرات، إلا أن ملف الصحراء الغربية يبقى العائق الكبير أمام ترقية العلاقات بين البلدين، حيث ترى الجزائر أن تسوية النزاع يتم في إطار لوائح الأممالمتحدة، فيما يتعنت المغرب ويحاول فرض منطقه على الصحراويين ويواصل احتلاله للأراضي الصحراوية.