يحارب رئيس الوزراء المصري بكل الطرق من أجل إنقاذ ما تبقى له من المصداقية التي كان قد منحها شباب ميدان التحرير بعد سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في محاولات يصفها الخبراء والمراقبون باليائسة لإعادة الهدوء قبل رئيس الوزراء المصري عصام شرف، أمس، استقالة عدد من أبرز الوزراء على رأسهم وزير الخارجية ووزير المالية وزير الصناعة والتجارة بعد قبوله لاستقالة وزير الداخلية قبل يومين تمهيدا للتعديل الوزاري الذي يسعى شرف من خلالها لإعادة ثقة الشارع المصري. وتؤكد تقارير وكالات الأنباء أن جوا من الفوضى السياسية يخيم على ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة، وفي آخر خرجات شباب ميدان التحرير الغاضب على استمرار الأوضاع في مصر رغم سقوط نظام مبارك، قرر ثوار ميدان التحرير ضم اسم عصام شرف إلى القائمة السوداء، كما أوضح اتحاد شباب الثورة تمسكه بمطلب استقالة عصام شرف رافضين لما وصفوه بسياسة الترقيع التي يقوم بها شرف. وشدد الاتحاد في بيان له، أمس، على مطالب معتصمي التحرير حيث أكد أن الاعتصام لن يحل إلا بتحقيقها وعلى رأسها إقالة حكومة شرف وتشكيل حكومة ثورية، بعيدا عن رموز الحزب الوطني، وإعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء عن خطة واضحة ومعلنة لتطهير أجهزة الدولة من الفاسدين والمحاكمة العلنية لمبارك وأسرته، ونقله إلى سجن طره ومحاكمة كافة رموز الفساد وقتلة الثوار من الضباط، ووقفهم عن العمل ووضع خطة عاجلة لمعالجة الانفلات الأمني. ومن جهة ثانية، قرر شباب ميدان التحرير منع قناة الجزيرة من الدخول إلى ميدان التحرير، كما أشار عبد الله محمد، عضو اللجنة التنسيقية للجان الشعبية، إلى أن اللجنة قررت منع دخول قناة الجزيرة نهائيا للميدان، مشيرا إلى أن الجزيرة انحرفت عن مسارها الذي انتهجته خلال الأيام الأولى للثورة، مضيفا أن الجزيرة تغيرت في تغطيتها الإعلامية بعد زيارة أمير قطر للقاهرة. وأضاف: ”تغطية قناة الجزيرة الأيام الأولى للثورة لم تكن بهدف نصرة الثوار والثورة، ولكن جاءت في المقام الأول لتحقيق مصالحها الشخصية لكسب أكبر تغطية ومصداقية لأعظم حدث يشهده الشعب المصري”.