يقول المتهكمون ممّن قد تبادرهم بسؤال عن وضع حشرة الناموس في محيطهم بالقول "إنه أصبح خطيرا ومن نوع "ديجيتال"!! اكتسب مناعة ضد المبيدات التي لم يعد يأبه لها فضلا عن أن تثير فيه الخوف والرعب. أحجامه زادت عمّا كانت عليه وشهيته للإزعاج تستحق علاوة المثابرة يفتقر إليه الكثيرون في أداء واجباتهم، فلم يجد المواطنون إلا الحبق والريحان لمواجهته يعد المحيط السكني والعادات السيئة التي تكرّست في يومياتنا وعدم احترام البيئة المسؤول الأول عن انتشار هذه الحشرة الضارة التي وجدت غاياتها في المفارغ العشوائية وقنوات الصرف الصحي المفتوحة على الهواء الطلق، فكانت مسؤولية متقاسمة بين المواطنين الذين يعجزون عن التحكم في تصرفات تشير إلى غياب الوعي البيئي، وبين منتخبين محليين لم يعطوا لتهيئة المحيط الأهمية التي يستحق، من خلال القضاء على حفر العفن التي ما زالت تشكّل وصمة عار لعديد البلديات على غرار ما هو حاصل بولاية البليدة، التي تُعرف بمدينة الورود لكنها تخفي وراء تلك التسمية الجميلة أسرابا من الناموس الذي قضّ مضاجع السكان الذين أصبحوا يتزوّدون في كل ليلة بما يقدرون عليه من مبيدات وكأنهم مقبلون على حرب حامية الوطيس. وفي هذا الإطار، أكدت لنا "رزيقة" من موزاية أن النوم أصبح متقطعا ببيتهم، بالنظر إلى أسراب الناموس التي تختفي لحظة رشّ المبيد تعاود الزحف بعد أن ينجلي وتكرّس نفسها لإزعاجهم". وأضافت محدثتنا "بتنا ندير معارك ليلية ضد هذه الحشرة المزعجة التي عشّشت في حيّنا بسبب النفايات المنتشرة في جميع زواياه"، و في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام يرغب كثيرون في ترك نوافذ منازلهم مفتوحة لاستجلاب أي نسمة هواء، في ظل عدم حيازة الجميع لمكيفات هوائية، لكن ذلك يعني فتح المجال لإنزال جوي لأسراب الناموس التي لا تذّخر جهدا في عملها ما قد يكلّف الضحية الإصابة بأمراض جلدية خطيرة، فيجد هؤلاء أنفسهم بين سندان تحمّل درجات حرارة مرتفعة ومطرقة الوقوع بين براثن حشرة صغيرة همّها كبير حسب قول البعض؛ فيما يتركز اهتمام البعض الآخر في البحث عن سبل لمواجهة هذا السيل من الناموس لتضاف إلى تلك المتعارف عليها من مبيدات كيماوية. وهنا رصدنا عادة زرع الحبق والريحان عند البليديين في إصيص يوضع عند الشرفة أو النافذة ليكون بذلك درعا نباتيا واقيا من هجوم أكيد وليس محتمل للناموس. وهو بحسبهم وسيلة جيدة للتخلص من هذه الحشرة، لكنه حل يبقى مؤقتا في حال عدم التكفل الجدي بالقضاء على عوامل انتشارها وتكاثرها.