أدّى الاستهلاك المفرط للأطعمة السريعة على غرار البيتزا والسندويشات إلى ارتفاع نسبة السمنة في وسط الفتيات، وبشكل خاص الطالبات اللّواتي يتناولن هذه الوجبات يوميا، ما اضطرّهن إلى اتباع حميات عشوائية وجدن فيها السبيل الأسرع للحصول على جسم رشيق وقوام ممشوق، في الوقت الذي يحذّر فيه الأطباء من اتباع مثل هذه الحميات العشوائية التي تعرّض صحتهن لعديد الأخطار الأطباء يؤكدون "الحمية يجب أن تكون منتظمة ومدروسة" تبحث العديد من الفتيات عن النحافة لكي يبدين أكثر جمالا وليس خوفا من الأمراض التي تأتي بسبب السمنة والبدانة، فرغم أن البعض منهن قد تلجأ إلى ذلك بالطرق العلمية الصحية، عن طريق استشارة الأخصائيين في هذا المجال، فإن هنالك البعض الآخر قد لا يبالي بهذه النقطة الهامة. ومن أجل الوقوف عند واقع اتباع مثل هذه الحميات وسط الفتيات الجزائريات قامت "الفجر" بجولة استطلاعية في صفوفهن. الحمية العشوائية...أسرع طريق إلى الجسم الرشيق تزايد إقبال الفتيات على الحمية العشوائية في الفترة الأخيرة، هذا ما لمسناه من خلال استطلاعنا، الذي بدأناه مع سلمى طالبة في 20 من العمر والتي قالت "كنت أزن نفسي يوميا لأرى إذا كان جسمي ثابتا على نفس القوام، وأشعر بالإحباط الشديد إذا وجدت أنّ وزني آخذ في الزيادة، فأنا كغيري من الفتيات أحلم بأن يكون جسدي كتلك العارضات والممثلات اللواتي أشاهدهنّ على الفضائيات". من جهتها، أحلام 19 سنة تقول "لم أكن أفكر في شيء إلاّ في كيفية الإنقاص من وزني بعد أن زاد مؤخرا بسبب تناولي للأطعمة السريعة يوميا، ما دفعني إلى اتباع كل أنواع الحميات التي سمعت عنها من صديقاتي، فقد استعملت كل الطرق للحصول على جسم رشيق إلى درجة أنني في بعض الأحيان أحرم نفسي من الطعام لأيام"، أما ياسمين 21 سنة فإنها تتبع نظام غذائي محدّد يقتصر على بعض الخضر، وفي هذا الصدد تقول "أنا سعيدة للغاية، فقد تمكّنت من فقدان 8 كيلوغرامات منذ أن بدأت في اتباع هذه الخطوات وأنا مصرّة على مواصلة ذلك". منيرة 17 سنة من عمرها هي الأخرى اشتكت من وزنها الزائد الذي أضحى عائقا في تواصلها مع الآخرين، إلى درجة أنها تخجل به، ما دفعها إلى اتباع حمية أختها الأكبر سنا، والتي كانت تعاني من نفس المشكل، غير أنها تمكّنت من التخلص منه بسبب اتباع الخطوات التي تم الإعلان عنها في أحد البرامج الغذائية التي تعرض على التلفاز؛ أما فيما يخص ياسمين ذات 19 سنة فقد أخبرتنا بأنها اتبعت كل الحميات التي طرحها عليها الطبيب، إلا أن الأمر لم ينجح ما أدى بها إلى استعمال الأعشاب الطبيعية لعلّها تجد فيها السبيل إلى إنقاص الوزن. وفي هذه النقطة، تدخلت صديقتها لبنى ذات 23 سنة، مؤكدة نجاعة هذه الأعشاب، حيث إنها اضطرت إلى تناول بعض منها من أجل إنقاص وزنها في ظرف زمني محدد، ذلك لأن موعد زفافها اقترب فكان لا بد عليها من وجود طريقة سريعة لإنقاص الوزن، فلم تجد أمامها سوى مجموعة من الأعشاب الفعّالة. .. ولها مخاطر صحية على النقيض من ذلك، فقد التقينا بعض الفتيات التي لم تؤيّدن فكرة الحمية العشوائية وذلك كون أغلبهنّ تعرضنّ بسببها سابقا إلى مشاكل صحية. هذا ما حدثتنا عنه أنيسة ذات 25 سنة والتي اتبعت حمية قاسية قامت هي بتحديد عناصرها الغذائية، حيث حرمت نفسها ولمدة 7 أشهر من تناول الخبز والعديد من الأغذية واكتفت بشرب كميات كبيرة من المياه وتناول الأرز والتفاح ما أدى بها للإصابة بفقر الدم. أعشاب التخسيس تلقى إقبالا واسعا لمعرفة المزيد حول مفعول هذه الأعشاب وإقبال النساء عليها، ارتأينا التوجه إلى أحد محلات بيع الأعشاب التي أخذت تنتشر بكثرة مؤخرا، نظرا للإقبال الواسع من طرف المواطنين عليها، الأمر الذي أكّده لنا عمي منور صاحب محل لبيع الأعشاب ببومرداس موضحا لنا بأن أن هناك العديد من النباتات والأعشاب الطبيعية تساعد على التخسيس وإنقاص الوزن الزائد، حيث تقوم الأعشاب بتقليل الشهية وتنظيم الهضم، كما تساعد على امتلاء الأمعاء والإحساس بالشبع. كما تعد هذه الأعشاب أكثر استقطابا للمواطنين والمواطنات بسبب عدم قدرة البعض على دفع التكاليف الطبية الباهظة من جهة وسرعة مفعولها من جهة أخرى. ويضيف محدثنا بأن النساء والفتيات هن الأكثر اقتناء لمثل هذه الأنواع من الأعشاب. وفي نفس السياق يضيف محدثنا "هذه المنتوجات الموجّهة للتخفيف من الوزن، يزداد عليها الطلب بشكل ملفت للانتباه مع حلول موسم الصيف، إذ يصبح البحث عن الجسم النحيل غاية ترجوها كل النساء والفتيات". وفيما يتعلق بالأعشاب و"التيزانات" الأكثر طلبا من طرف الزبائن هي زهور البابونج، الميرمية، مستحلب القصعين والشاي الأخضر الصيني بالإضافة إلى بذرة الكتان التي تعد منحفا ممتازا، ناهيك عن مجموعة من الأعشاب يتم توليفها تضم الشمر، المركوش وكذلك النعناع، مضيفا بأن معظم هذه الأعشاب تستورد من الخارج، من مصر سوريا والمغرب، كما توجد البعض منها في الجزائر. من جهة أخرى، أكدت لنا إحدى السيدات خطورة بعض الأعشاب التي تباع بغية إنقاص الوزن، فمن الخطإ الاعتقاد بأن هذه النباتات والأعشاب لا يوجد بها أي أضرار جانبية وذلك لأنها أشياء طبيعية، لأنه من المعروف أن الكثير من النباتات أو الأعشاب الطبيعية توجد بها بعض السلبيات، كما أن استخدامها بطريقة غير سليمة أو زائدة عن الحد قد تؤدي إلى ظهور الأعراض الجانبية، الأمر الذي وقع لها سابقا بسبب تناولها لأحد الخلطات ما تسبب لها بقرحة في المعدة. الأطباء يؤكدون "الحمية يجب أن تكون منتظمة ومدروسة" في هذا الصدد، ارتأينا استشارة الطبيب "وردان .س"، الذي أخبرنا بأن ممارسة حمية عشوائية وغير منتظمة تدفع إلى الإصابة بالعديد من الأمراض على رأسها فقر الدم فضلا على كونها تؤدي إلى إصابة الفرد ببعض الاضطرابات السلوكية، حيث يصبح الفرد أكثر حساسية ويميل إلى الانطواء والعزلة ويصبح أكثر توتراً وميلاً إلى الاكتئاب. كما يعتبر محدثنا هذه الحميات العشوائية خطأ يقع فيه الكثيرون خاصة الذين يعتمدون على مصادر غير طبية، فبرامج الحمية التي يجب أن يتبعها الشخص الباحث عن الرشاقة والنحافة يجب أن تحتوي على وجبات خفيفة، فالهدف هو تناول الإنسان غذاء متوازنا فضلا عن تفادي كل الخلطات التي تسمى "الخلطات المعجزة" خاصة وإن لم تكن من طرف طبيب أو أخصائي تغذية. وعن الخطوات التي من المستحسن اتباعها يحدثنا قائلا "أولا يجب أن يكون الغذاء صحيا ومتوازنا، لكن هذا لا يعني أن نمنع أنفسنا من تناول الدهون وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه كثير من الذين يبحثون عن النحافة. كما أن الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون هو تناول غذائهم يوميا في الشارع في محلات الأكل السريع والمطاعم، من جهة أخرى يجب أن تشمل الحمية جميع الأغذية فلا وجود لأغذية جيدة وأغذية سيئة، إلاّ أن بعض الأنواع يجب أن تؤكل بكميات أكبر في حين يجب أن يؤكل البعض منها بشكل أقل".