”خلاصت الشهرية في نهار”، ”المهم نتمتع في رمضان، لأن الشهر لن يعود إلا بعد سنة”، ”الجشع والمضاربات وراء التهاب الأسعار، وسقوطها التدريجي ناتج عن تراجع لهفة المواطن”، هي عبارات أطلقها أرباب عائلات وتجار بعد مرور أسبوع من الصيام. في جولة أخذتنا أمس إلى بعض الأسواق بالعاصمة، عرّجنا على مستويات الأسعار. وقمنا بقياس حرارة رمضان بين المواطن والتجار، ولاحظنا في ذلك نزول الرحمة بين الطرفين، بسبب انخفاض الأسعار تدريجيا مقارنة ببداية الشهر الفضيل، وعن ”مصروف” وميزانية الأسبوع الأول من هذا الشهر، فإن المواطنين قالوا إنهم صرفوا ما نحوه 30 ألف دج، ما يعادل أجرتهم الشهرية على العموم، وأكثر من ذلك بالنسبة للذين لا تتجاوز أجرتهم 20 إلى 25 ألف دج شهريا، وبالتالي فإن عدّاد الاقتراض قد انطلق بالنسبة لهم، وسجل ما نحوه 5 آلاف دج حاليا من الديون حاليا، ومنتظر - حسبهم - أن يصل 15 إلى 30 ألف دج مع نهاية الشهر، مستندين في ذلك إلى معطيات السوق، وقدوم العيد والدخول المدرسي والاجتماعي شهر سبتمبر مباشرة. واستغرب هؤلاء ”التبذير والإسراف” الذي أصاب العائلات الجزائرية خلال شهر رمضان، بالرغم من أنهم اعترفوا بدخولهم في هذه المعادلة الغامضة، التي أتت على ”الشهرية” دفعة واحدة. وأكد بعض المواطنين في تصريحاتهم أن مصاريف رمضان تتضاعف إلى 3 أو 4 مرات مقارنة بالأشهر الأخرى، وذلك ما أكد عليه التجار أيضا، حيث قدّر هؤلاء ”مصروف” الأسبوع ب 20 إلى 25 ألف دج، معتمدين في ذلك على معطيات البيع والشراء، وإقبال الزبائن اليومي عليهم، مشيرين إلى تراجع ”اللهفة” بعد أسبوع من الصيام، وبالتالي تراجع الإقبال مؤقتا، مؤكدين أن وفرة العرض أيضا ساهم في تراجع الطلب. ورغم اختلافهم من حيث تقدير ”المصروف” مع المواطن بفارق 5 آلاف دج، إلا أنهم قالوا ”نحن مؤشر الاستهلاك بالنسبة للزبون، ونحن أساس قدرته الشرائية، ومن هنا فنحن من يحدد له مصاريف الأسبوع والشهر”. وفي جولتنا أيضا، لاحظنا انخفاض الأسعار بالنصف تقريبا بالنسبة لكل السلع، مع محافظة اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض على نفس المستوى منذ بداية رمضان إلى الآن، وهناك سلع تراجعت بأكثر من 60 بالمئة، منها بعض الفواكه مثل الخوخ والتفاح والإجاص، وخضروات منها الجزر، اللوبيا، اللفت، الطماطم.. ورغم هذا، إلا أن ”المصروف” بلغ ما ذكرناه سابقا، نظرا للغلاء الذي صاحب بداية هذا الشهر، ولجوء العائلات إلى تجديد بعض الأواني والتجهيزات المنزلية، وهي الخطوة التي قال عنها المواطنون ”طبعا هذه التكاليف ككل تساهم في نفاذ الشهرية بعد أسبوع فقط، لكن هناك منتجات اقتنيناها تكفي لرمضان كله، والأواني تكفي للعام كله”، وأشاروا إلى أن التكاليف ستنخفض خلال الأسبوع الثاني والثالث، وسترتفع قليلا مع الأسبوع الرابع، استعدادا للعيد والدخول المدرسي.