اهتزت مدينة تيزي وزو، فجر أمس الأحد، في حدود الساعة الرابعة وخمس دقائق، على وقع عملية انتحارية استهدفت مقر الأمن الحضري الأول الواقع بقلب المدينة، مذكرا بذلك سكان عاصمة جرجرة بالحادثة المأساوية المماثلة التي عاشتها الولاية بتاريخ 3 أوت 2008، عندما فجر إرهابي مقر الاستعلامات العامة مخلفا حصيلة ثقيلة في صفوف الشرطة والمدنيين هامل يعلن عن برنامج استعجالي لحماية مقرات الأمن والي تيزي وزو يطمئن الضحايا ويلغي نشاطات رمضان كانت مصادر أمنية قد كشفت ل”الفجر”، أن الانتحاري الذي فجّر نفسه أمس، شاب في العقد الثالث من عمره، حسب التحقيقات الأولية التي قامت بها مصالح الشرطة العلمية التي عثرت على بعض أشلاء وعظام الانتحاري، الذي نفذ العملية على متن سيارة من نوع “تويوتا هيليكس”، مخلفا في حصيلة مؤكدة إصابة 34 شخصا بينهم 25 من رجال الشرطة، أغلبهم بالزي المدني، اثنان منهم في حالة خطيرة، حيث يتواجد لغاية مساء أمس، ستة منهم تحت العناية الطبية بمستشفى محمد النذير الجامعي، إلى جانب إصابة 3 صينيين بينهم طفل يعملون في ميدان التجارة بحي “لجوني”، الذي تعرض هو الآخر لأضرار بليغة في السكنات، حيث تم في هذا الإطار إحصاء ما يزيد على 40 مسكنا متضررا إلى جانب تسجيل تصدعات في المركز التجاري “جرجرة”، الواقع قرب شارع لعمالي أحمد، ضف إلى ذلك سقوط نوافذ السكنات والمكاتب بالعمارات الزرقاء وكذا تضرر بعض المحلات التجارية المحاذية لمقر الأمن الحضري الذي تعرض جزء منه لسقوط وانهيار جراء قوة وهول الانفجار، الذي سمع دويه في مناطق مجاورة على غرار واقنون، تيزي راشد والأربعاء ناث إيراثن على بعد عدة كيلومترات. وقالت مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل ل”الفجر”، إن الانتحاري يكون قد سرق المركبة التي استعملها في العملية، ليلة أول أمس، في حاجز مزيف بمنطقة ذراع الميزان باتجاه محطة عمر التابعة لولاية البويرة، ليتوجه في اليوم الموالي إلى تراب تيزي وزو، لتنفيذ عمليته الانتحارية وبحوزته ما لايقل عن 800 كلغ من مادة ال”تي أن تي” التي قالت ذات المصادر، إنه تم اقتناؤها بمرتفعات سيدي علي بوناب؛ حيث تم إخفاؤها من طرف أتباع كتيبة الأنصار النشطة بتيزي وزو والأرقم، المتمركزة شرق بومرداس. كما أن الانتحاري حاول اختيار ساعة الفجر، حيث خلت الشوارع الرئيسية من المارة لتنفيذ عمليته الجبانة. مصالح الأمن وعندما تفطنت لتحركاته المشبوهة حاولت إلزامه بالتوقف، إلا أنه رفض ذلك وقام بتفجير نفسه قبل أن يصل إلى الباب الرئيسي لمقر الأمن الحضري الأول، كما أن السيارة المستعملة تبين أنها تحمل ترقيم 15 الخاص بولاية تيزي وزو، ما يؤكد أن الانتحاري مجند حديثا من طرف أتباع دروكدال بمنطقة الوسط بعدما ضاقت بهم السبل. وقد وقفت “الفجر”، خلال جولة ميدانية بمسرح الجريمة، على هول وقوة الانفجار؛ حيث لمسنا انتشارا مكثفا لعناصر الشرطة عبر المقر المستهدف الواقع قرب مقر فصيلة الدرك الوطني سابقا، كما أنه غير بعيد عن مقر الاستعلامات العامة الذي تعرض يوم 3 أوت 2008 هو الآخر لتفجير انتحاري، كما تم غلق العديد من المنافذ والممرات الحساسة للتقليل من حركة السير لتمكن ذات المصالح في شن حملة بحث التي ماتزال متواصلة عن منفذ هذه العملية الانتحارية. وتم قطع جزء من الطريق المؤدي إلى مستشفى محمد النذير الجامعي وشارع عبان رمضان وقد باشرت إثره مصالح الشرطة القضائية حملة تفتيش واسعة لأحياء وأزقة مدينة تيزي وزو، لتفادي حدوث عمليات استعراضية أخرى. وقد انتقل والي تيزي وزو إلى عين المكان، حيث تفقد الوضعية مبديا أسفه لما وقع، مؤكدا أنه سيتم تطبيق برنامج تدخل استعجالي أكثر نجاعة وفعالية لمواجهة خطر هذه العمليات الإرهابية. كما كشف عن إلغاء جميع النشاطات الثقافية الخاصة بشهر رمضان. كما انتقل بدوره المدير العام للأمن الوطني، عبد الغني هامل، إلى مكان الانفجار؛ حيث تفقد المصابين بمستشفى محمد النذير، مبديا تضامنه مع عائلة المتضررين والمصابين، كما كشف في زيارة خاطفة أنه سيتم استحداث نظام خاص يكون أكثر فعالية ونجاعة مع الإعلان عن نظام مماثل يحمي المواطنين وكذا مقرات الأمن الحضري من أية عملية انتحارية مستقبلا.