اللواء هامل تفقّد المصابين بالمستشفى ومقر مكتب ''الخبر'' من بين المتضررين خلفت عملية انتحارية نفذت بواسطة سيارة مفخخة، فجر أمس، ضد مقر الأمن الحضري الأول الواقع بشارع أحمد لعمالي بوسط مدينة تيزي وزو، إصابة 34 شخصا من بينهم 11 عونا للشرطة، بالإضافة إلى خسائر مادية في المحلات والمساكن المحيطة. أفاد شهود عيان بأن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر محافظة الشرطة، وقع في حدود الساعة الرابعة و30 دقيقة صباحا، حيث تفاجأ أفراد الأمن المتواجدون داخل مبنى الأمن الحضري المستهدف، بانفجار سيارة مفخخة من نوع ''بيك آب هيليكس'' بعد ارتطامها بالجدار الخلفي للمقر، مخلفة أضرارا بليغة على مستوى الحائط الذي تحطم بفعل قوة الانفجار. كما وصلت أجزاء من العربة المتفجرة إلى أماكن بعيدة عن موقع الانفجار، حيث تم استرجاع قطع من السيارة بشارع عبان رمضان الذي يبعد عن شارع لعمالي بعشرات الأمتار. وقد حاولت قوات الأمن الرد على سيارة الانتحاري بإطلاق الرصاص على المركبة المفخخة، لكن سرعان ما تم انفجارها. وذكرت مصادر طبية لوكالة الأنباء الجزائرية، أن هذا الاعتداء أسفر عن إصابة 29 شخصا (15 شرطيا و14 مواطنا) بجروح خفيفة، فيما تحدثت مصادر محلية أخرى أن حصيلة الاعتداء الإرهابي 34 جريحا منهم 11 في صفوف أعوان الشرطة وما لا يقل عن 23 مواطنا يقطن جلهم بالعمارة المحاذية لمبنى الشرطة، الذين تعرضوا لجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم شخص صاحب كشك يقع قبالة موقع التفجير، حيث أصيب بحروق من الدرجة الثانية بعد نشوب حريق بالكشك، غير أنه تمكن من النجاة من موت أكيد بعد مغادرته المحل الذي التهمته ألسنة النيران. وحسب مصادر أمنية، فإن جثة منفذ العملية الانتحارية ''شوّهت بالكامل بفعل الانفجار''. ولوحظ بعين المكان وجود خسائر مادية تتمثل في انهيار جزء من مقر الأمن الحضري، إلى جانب تحطم زجاج المحلات التجارية المجاورة. وأفاد مواطنون بأن دويّ الانفجار سمع من مناطق بعيدة بنحو30 كلم عن موقع الجريمة، كما تعرضت العمارة التي يقع بها مكتب ''الخبر'' إلى أضرار مادية كبيرة، إثر تحطم أبواب ونوافذ الشقق وتحطم الأثاث المرتب بداخلها. وحسب مصادر طبية، فقد تمكن نحو 15 شخصا أصيب في التفجير، من مغادرة مستشفى ندير محمد بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية، فيما يرجح، حسب نفس المصادر، أن يغادر باقي المصابين في ساعات متأخرة من نهار أمس. وتم إخضاع صاحب الكشك الذي أصيب بحروق، للعناية الطبية المركزة نظرا لحالته الصحية الخطيرة. وتجدر الإشارة إلى أن المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل، تنقل إلى مسرح الجريمة للوقوف على حجم الأضرار التي خلّفها التفجير الانتحاري، كما زار المصابين بمستشفى تيزي وزو وعاين أيضا حجم الأضرار التي لحقت بالمحلات التجارية الواقعة بجوار موقع الاعتداء الإرهابي. يذكر أن عملية مماثلة استهدفت، في 13 أوت 2008، مقر المديرية الجهوية للمعلومات العامة للشرطة الواقع بالقرب من مقر الأمن الحضري.