دفع الصيام وموجة الحر التي تجتاح ولاية المسيلة، هذه الأيام، العشرات من المواطنين إلى البحث عن ينابيع المياه العذبة التي تشتهر بها مختلف مناطق الولاية الممتدة من غربها إلى شرقها فتجد الصائم يحمل دلاء الماء في صندوق سيارته ويسأل عن أجود المياه العذبة وأماكن تواجد الينابيع، وآخرين يبحثون عن برك المياه للسباحة المنتشرة عبر الوديان والآبار الإرتوازية الخاصة، التي استغل أصحابها الفرصة وفتحوا المجال للراغبين في قضاء سويعات في السباحة بمبالغ مالية تختلف من مكان لآخر. وفي هذا الإطار، فإن المتجول بمختلف مناطق المسيلة يرى مواطنين فرادى وجماعات يبحثون عن المتعة والظفر بدلو ماء لسد العطش وقت أذان الإفطار. ويكثر الطلب على هذه المياه من منطقة إلى أخرى حسب الجودة، مثل المياه الموجودة بمنطقة بوحمادو في بلدية السوامع التي تشهد إقبالا منقطع النظير، ولا تضاهيها المياه المعدنية التي تباع في المحلات التجارية بالنظر إلى حلاوتها وخفتها. كما تعتبر منطقة حمام الضلعة من المناطق المفضلة للكثير من المسيليين، بل لا يخلو بيت من تلك المياه العذبة، بالإضافة إلى العديد من المناطق التي ذاع صيتها بين المواطنين، على غرار مياه سوبلة بمقرة وأولاد سيدي يحى ببلدية الدهاهنة، وكل هذه الينابيع تبقى مقصودة على مدار السنة. وتعتبر هذه المياه الأكثر نقاوة مقارنة بمياه الأودية والسدود، على غرار مياه سد القصب بعاصمة الولاية التي تستقطب العشرات من المواطنين خاصة الشباب، حيث يجد المواطن المسيلي نفسه محاصرا بين الصيام والروتين اليومي الممل الذي لا تضاهيه سوى سويعات قبل الإفطار أمام ينبوع ماء أو بركة للاستحمام دون التفكير في الأعراض التي قد تسببها مياهها الراكدة الممزوجة في الكثير من الأحيان بمياه الصرف الصحي. من جهة أخرى، يستغل أصحاب الآبار الفلاحية في فصل الصيف، حيث تكون قبلة لعشرات المواطنين مقابل دفع مبالغ مالية تتراوح بين 20 و 30 دج للساعتين، وهي تجارة مربحة تدر على أصحابها أموالا معتبرة..